CNA 07/16/2025

CNA - واحد وخمسون عاماً على الانقلاب الغاشم

يُحيي اليوم 15 تموز/يوليو، ذكرى مرور واحد وخمسين عاماً على الأحداث المأساوية التي شهدتها هذه الجزيرة الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي أدت في النهاية إلى تقسيمها واحتلالها من قبل تركيا. أطاح المجلس العسكري اليوناني، الذي كان يحكم اليونان آنذاك بالرئيس القبرصي المنتخب ديمقراطياً، الراحل الأسقف مكاريوس الثالث.

 

أطلقت صفارات الإنذار في الساعة 8:20 بالتوقيت المحلي إحياءً لذكرى الانقلاب.

 

حضر رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس برفقة وزراء الحكومة، مراسم التأبين التقليدية لتكريم من ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الشرعية والديمقراطية في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلين المقدسة في الساعة 8:00 صباحاً. كما سيعقد مجلس النواب جلسة خاصة في الساعة 10:30 لإدانة الانقلاب والغزو التركي، وتكريماً لأرواح من فقدوا أرواحهم.

 

سيطرت الطغمة العسكرية على اليونان عام 1967في صباح يوم 15 تموز/يوليو 1974، حيث شن النظام العسكري اليوناني، بالتعاون مع المتعاونين القبارصة اليونانيين (ايوكا بـ) انقلاباً ضد الرئيس المنتخب شرعياً لقبرص مكاريوس الثالث. في ذلك الوقت، كان الرئيس مكاريوس قد عاد لتوه إلى القصر الرئاسي من عطلة نهاية الأسبوع في جبال ترودوس. وعندما كان الانقلاب جارياً في وسط نيقوسيا، كان الرئيس يستقبل مجموعة من أطفال القبارصة اليونانيين من مصر.

 

مع اشتداد إطلاق النار وقصف الحرس الوطني للقصر الرئاسي، قام الرئيس مكاريوس بمساعدة الأطفال من الخروج من القصر الرئاسي سالمين، ثم فر عبر ممر آمن على الجانب الغربي من القصر وتوجه  إلى دير كيكوس ثم إلى بافوس. في الوقت الذي أعلن الراديو الرسمي وفاته، خاطب الرئيس مكاريوس الأمة من محطة إذاعية محلية في بافوس مطمئناً الناس بأنه على قيد الحياة وحثهم على مقاومة الطغمة العسكرية. وحين تمكنت قوات الانقلاب من السيطرة على السلطة، فرّ الرئيس بعدها من البلاد متوجهاً إلى لندن والولايات المتحدة، حيث دعا المجتمع الدولي إلى دعم استقلال قبرص.

 

أعطى الانقلاب تركيا مبرراً لشنّ غزو على الجزيرة العاجزة. وقامت بعملية عسكرية من مرحلتين في تموز/يوليو وآب/أغسطس، ورغم قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 353 (1974)، الذي دعا إلى استعادة النظام الدستوري بسرعة، تقدّمت القوات التركية واحتلت 36.2% من أراضي الجمهورية، وطردت قسراً حوالي 200 ألف قبرصي يوناني من منازلهم، وبقيت قبرص منقسمة حتى يومنا هذا.

 

لم تُسفر الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة حتى الآن عن نتائج تُذكر بسبب التعنت التركي. انتهت آخر جولة من المفاوضات التي عُقدت في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري، دون التوصل إلى اتفاق.

 

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن عقد اجتماع غير رسمي بشأن قبرص بصيغة أوسع في نهاية تموز/يوليو، عقب اجتماع مماثل عُقد في جنيف يومي 17 و18 أذار/مارس. كما أعلن غوتيريش أنه سيُعيّن مبعوثاً شخصياً جديداً بشأن قبرص للتحضير للخطوات التالية، في حين اتفق الجانبان على المضي قدماً في عدد من المبادرات، تشمل فتح المزيد من المعابر وإنشاء لجنة فنية للشباب، ومبادرات أخرى في المنطقة العازلة وفي جميع أنحاء الجزيرة.

 

بالفعل، قام الأمين العام للأمم المتحدة في مطلع أيار/مايو بتعيين الكولومبية ماريا أنجيلا هولغوين كوييار مبعوثاً شخصياً له إلى قبرص، مكلفة بإعادة التواصل مع الأطراف المعنية للعمل على الخطوات التالية بشأن القضية القبرصية وتقديم المشورة له. شغلت هولغوين منصب المبعوث الشخصي للأمين العام إلى قبرص من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو 2024.

 

كما عينت المفوضية الأوروبية يوهانس هان المفوض الأوروبي السابق، مبعوثاً خاصاً لقبرص للمساهمة في عملية التسوية، بالتعاون الوثيق مع هولغوين.

 

 

واق /EC/GCH/MMI/2025

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية