اجتمع رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس في القصر الرئاسي في نيقوسيا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يجري زيارة رسمية لقبرص تستغرق يومين، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
تم اعتماد إعلان مشترك لتنفيذ شراكة شاملة بين قبرص والهند، وهو ما يعكس الإرادة السياسية لتعميق العلاقات الاستراتيجية. واتفق الزعيمان على وضع خارطة طريق لخمس سنوات لتعزيز التعاون في مجالي الدفاع والأمن، ويشمل ذلك الأمن السيبراني والأمن البحري.
كما ناقش الطرفان آفاق زيادة التبادل التجاري والاستثمار، وأبرز رئيس الجمهورية مزايا بلاده كبوابة للهند إلى أوروبا ومنطقة المتوسط، لما تملكه من موقع جغرافي وبنية تحتية وإطار قانوني مشترك.
وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، أطلع الرئيس خريستوذوليذيس رئيس الوزراء الهندي على آخر التطورات، معبراً عن شكر بلاده لدعم الهند الثابت لسيادة قبرص ووحدة أراضيها، وكذلك لمشاركة الهند الطويلة في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجزيرة.
شدد الجانبان على أهمية مشروع ممر الهند - الشرق الأوسط – أوروبا في دعم السلام والتنمية وربط المناطق جغرافياً واقتصادياً، وأكد رئيس الجمهورية أن قبرص مستعدة للعب دور محوري في تنفيذ هذا المشروع.
وحول العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، أكد الرئيس خريستوذوليذيس أن تعزيز علاقات الهند مع الاتحاد سيكون أولوية خلال رئاسة قبرص لمجلس الاتحاد الأوروبي في عام 2026، مع التأكيد على دعم قبرص لاتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد والهند.
بدوره، أكد رئيس وزراء الهند على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تستند إلى قيم مشتركة مثل الديمقراطية وسيادة القانون. واعتبر أن زيارته - وهي الأولى من نوعها منذ أكثر من عشرين عاماً، تمثل فرصة لفتح فصل جديد في التعاون الثنائي. وأعلن عن إعداد خارطة طريق للسنوات الخمس المقبلة تركز على التعاون في مجالات الدفاع والأمن، ومن بينها الصناعات الدفاعية والأمن السيبراني والبحري.
كما عبّر عن امتنانه لدعم قبرص لموقف الهند في محاربة الإرهاب، مشيراً إلى اتفاق على إنشاء آلية لتبادل المعلومات الفورية لمكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات. وشدد مودي على وجود فرص كبيرة لتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين، مع التركيز على مجالات التكنولوجيا والصحة والزراعة والطاقة المتجددة، والعدالة المناخية.
وأشار إلى الشعبية المتزايدة لليوغا والأيورفيدا في قبرص، واعتبرها وجهة سياحية مفضلة للهنود، مع عزم الطرفين على تعزيز الربط الجوي. وأعرب عن شكره لقبرص لدعمها لانضمام الهند الدائم إلى مجلس الأمن، واصفاً إياها بشريك موثوق في الاتحاد الأوروبي، وأعرب عن ثقته بأن رئاسة قبرص القادمة لمجلس الاتحاد الأوروبي ستفتح آفاقاً جديدة في علاقات الهند مع الاتحاد.
شملت المباحثات أيضاً التعاون في مجالات التكنولوجيا والابتكار والصحة والطاقة المتجددة والزراعة والسياحة والذكاء الاصطناعي والطب التقليدي مثل الأيورفيدا، إلى جانب تعزيز الربط الجوي بين البلدين.
تمثل هذه الزيارة التاريخية انطلاقة جديدة للعلاقات القبرصية الهندية القائمة على المصالح المشتركة والقيم الديمقراطية، والتعاون الإقليمي والدولي.
واق EAN/GVMMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية
