مرّ واحد وخمسون عاماً على المرحلة الثانية من الغزو التركي البربري لقبرص، المعروفة باسم عملية أتيلا الثانية، في صيف عام 1974.
جاءت المرحلة الثانية من الغزو عقب انهيار محادثات السلام في جنيف، والتي اتخذتها تركيا ذريعةً، بعد أن نقلت بالفعل قوات مسلحة إضافية إلى الجزيرة.
استمرت المرحلة الثانية ثلاثة أيام فقط، احتلت فيها تركيا مدينتي فاماغوستا ومورفو خلال العملية غير القانونية المعروفة باسم أتيلا الثانية، على الرغم من أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 353 الصادر في 20 تموز/يوليو الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء التدخل العسكري الأجنبي في قبرص.
كانت شائعات انتشرت في 13 آب/أغسطس حول تقدم تركي جديد وشيك، وفي الساعة الثالثة من صباح 14 آب/أغسطس أجرى وزير الخارجية التركي توران غونش اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء أجاويدـ تحدث فيها بالرموز "عائشة ستذهب في إجازة (عائشة هو اسم ابنة غونش)." تعني الرسالة أن المرحلة الثانية من الغزو يمكن أن تبدأ فوراً.
سرعان ما انطلقت الدبابات في اتجاهين، نحو فاماغوستا شرقاً ونحو مورفو غرباً في الجزيرة.
في غضون ثلاثة أيام تقريباً، أي بحلول الساعة السادسة مساءً من يوم 16 آب/أغسطس، وصلت الدبابات التركية إلى فاماغوستا ومورفو، مُكملةً بذلك تنفيذ خطتها لإنشاء خط أتيلا. تم تعزيز القوات التركية بالدبابات والدعم الجوي وتقدمت من رأس جسر كيرينيا.
تمكنت القوات التركية من تحقيق أهدافها على الرغم من المقاومة البطولية، مثل معركة معسكر إلديك، وذلك بفضل تفوقها الساحق في المعدات العسكرية وعدد الجنود.
إنه مع اكتمال حملة "أتيلا الثانية" في 16 آب/أغسطس، كانت تركيا قد احتلت حوالي 36% من الأراضي القبرصية، مما أدى إلى إنشاء خط الفصل الحالي. في ذلك اليوم نزح ما يقرب من 200 ألف قبرصي يوناني من بيوتهم وأرضهم، ووقعت مجازر وأعمال عنف واسعة النطاق.
أكملت تركيا، من خلال عملية "أتيلا الثانية" خطتها لتقسيم الجزيرة، وهي خطة كما كُشف لاحقاً، وضعتها تركيا بالتشاور مع وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر.
يستعيد شعب قبرص وقادته ذكرى اليوم الحزين بألم وغضب، متعهدين بمواصلة النضال من أجل التحرير وإعادة التوحيد.
واق KCH/GCH/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية