أرسل الاتحاد الوطني للقبارصة في المملكة المتحدة الذي يمثل أكثر من 300 ألف مواطن بريطاني من أصل قبرصي، رسالة إلى الحكومة البريطانية احتجاجاً على الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث التجاري لرئيس الوزراء البريطاني إلى تركيا النائب العمالي أفضال خان، إلى المناطق التي تحتلها تركيا في قبرص. ودعا الاتحاد في الرسالة إلى إقالة خان فوراً من منصبه، واصفاً الزيارة بأنها "انتهاك صارخ" للقانون الدولي والسياسة البريطانية الراسخة.
وفقاً للرسالة، سافر خان إلى قبرص عبر مطار تيمبو غير الشرعي، والتقى بالزعيم القبرصي التركي إرسين تتار، والتُقطت له صور مع رموز النظام غير الشرعي الذي لا تعترف به أي دولة سوى تركيا.
أشار الاتحاد أيضاً إلى أن طريقة سفر خان إلى قبرص تُخالف التزامات المملكة المتحدة بموجب اتفاقية شيكاغو لعام 1944. وأضاف أن تصرفات خان تتناقض مع قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقمي 541 و550، اللذين يدعوان الدول الأعضاء إلى عدم الاعتراف بأي كيان في قبرص غير جمهورية قبرص.
أكدت الرسالة أن زيارة المبعوث التجاري لا تنتهك المعايير الدولية فحسب، بل تقوض بشكل مباشر سياسة المملكة المتحدة الراسخة في دعم اتحاد ثنائي من منطقتين وطائفتين مع المساواة السياسية كحل للقضية القبرصية. وبحسب ما ورد، فإن النظام المحتل يستخدم الزيارة بالفعل كدليل على الاعتراف الفعلي و"بداية" للتجارة المباشرة. وأشارت إلى أن هذا يثير مخاوف بشأن التأثير المحتمل على موقف نيقوسيا التفاوضي.
كما أثار منح خان درجة الدكتوراه الفخرية من "جامعة جيرني الأمريكية" أمر غير قانوني، لأنها تعمل دون اعتماد أكاديمي من السلطات القبرصية، وتثير ردود الأفعال. ذكّر الاتحاد بأن "الجامعة" كانت محور تحقيقات في الاتجار بالبشر، وهي قضية تناولتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" باستفاضة ووصفتها بأنها "فخٌّ للمهاجرين" إلى أوروبا.
تساءل الاتحاد عما إذا كانت وزارة الأعمال والتجارة على علم بزيارة خان إلى المناطق المحتلة أو وافقت عليها مُسبقاً. وإن لم يكن الأمر كذلك، فإنه يُطالب بإدانة علنية لأفعاله، مُشدداً على أن استمراره في منصب المبعوث التجاري أصبح الآن أمراً لا يصدق.
في الوقت نفسه، طالب الاتحاد حكومة المملكة المتحدة بإعادة تأكيد سياستها الراسخة بعدم الاعتراف بالدولة الزائفة، وضمان مُحاسبة مسؤولي الدولة عندما تُخالف أفعالهم القانون الدولي والتزامات البلاد بموجب معاهدة الضمان.
تواصلت وكالة الأنباء القبرصية مع وزارة الخارجية البريطانية، التي ردّت بأن "هذه الزيارة كانت بصفة شخصية وليست بصفته مبعوثاً تجارياً بريطانياً. ولم تُبلّغ حكومة المملكة بالزيارة مُسبقاً".
يذكر أن قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزتها تركيا واحتلت ثلثها الشمالي. فشلت الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في التوصل إلى حل حتى الآن. انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري دون نتائج.
واق IK/AGK/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية