CNA 07/21/2025

CNA - قبرص تُدين الغزو التركي في الذكرى الحادية والخمسين وتُكرم الضحايا

دوّتصفارات الإنذار في الصباحالباكر على إثرالغارات الجوية معلنةً بدء الغزوالتركي لقبرص في 20 تموز/يوليو 1974، الذيغيّر تاريخ الجزيرة بشكل جذري، ناشراً الموت والدمار.

 

في مثل هذااليوم قبل واحدوخمسين عاماً وفي تمامالساعة 5:30 بالتوقيت المحلي، غزا الجيشالتركي قبرص، تلك الجزيرةالجميلة الواقعة في شرقالبحر الأبيض المتوسط، منتهكاً بذلك جميع قواعد القانون الدولي.

 

تُخلّدوتُكرم اليوم قبرص ذكرى جميع من دافعواعن وطنهم ضد الغزوالتركي عام 1974،حيث تُنظّم فعاليات مُتنوعة في جميعمدن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة القبرصية، تكريماً للشهداء والصلاة للمفقودين.

 

حضررئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس برفقة أعضاء مجلس الوزراء، صلاة رسمية في الساعةالثامنة صباحاً في المقبرةالعسكرية والنصب التذكاري في مكيدونيتيسا،ثم سيحضر مراسم التأبين السنوية لشهداء الغزو التركي في كاتدرائيةالرسول برنابا في نيقوسيا.

 

ستُقاممراسم تأبين أخرى في جميعمدن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة القبرصية، وسيحضر مسؤولون حكوميون مراسم التأبين ويضعون أكاليل الزهور نيابة عن رئيسالجمهورية. أصدرت الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية بيانات تدين الغزو التركي، وتنظم فعاليات لإحياء ذكرى وتكريم ضحايا مأساة قبرص، مشددةً على ضرورةالوحدة ومؤكدةً عزمها على العملمن أجل حل عادل ودائمللمشكلة القبرصية.

 

أطلقتتركيا العنان للمرحلة الأولى من مأساةقبرص في 20 تموز/يوليو 1974، وبعدأيامٍ قليلة تمت المأساةالثانية التي احتلت فيها فاماغوستا أيضاً. ومنذ ذلك الحين،تحتل تركيا بشكل غير قانوني 37% من أراضي جمهورية قبرص، الدولة العضو في الاتحادالأوروبي منذ عام 2004.

 

قبلخمسة عقود وفي مثلهذا اليوم، كان الجنودالأتراك يقومون بعملية انزال على ساحلشمال قبرص في "عمليةسلمية"، كماأطلق الجيش التركي على الغزواسم "أتيلا". كانت طائرات النقل التركية تُقلّ جنوداً مظليين في حواليالساعة 5:20 صباحاً في منطقةالجيب التركي نيقوسيا-أيوس هيلاريون، في ذاتالوقت كانت قوات المشاة التركية تُنزل على شواطئكيرينيا. نشر الجنودالأتراك في غضونثلاثة أيام فوضى عارمة، شملت إعدامات وحشية واغتصابات واعتقالات للسجناء وتدميراً للكنائس وتهجيراً للسكان من منازلهم. وفي 23 تموز/يوليو 1974 استقالت "حكومة" الانقلاب، التي وقعت قبل خمسةأيام من ذلك.

 

عقدمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً بعد ظهريوم 20 يوليو/تموز، وأصدر القرار رقم 353 الذيدعا إلى وقفإطلاق النار وانسحاب القوات الأجنبية من قبرصوإنهاء أي تدخلعسكري أجنبي، وبدء محادثات بين القوىالضامنة الثلاث لقبرص من أجلاستعادة السلام والحكومة الدستوريةفي الجزيرة. واجتمع مجلس الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في حلفشمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل،لكنه امتنع عن اتخاذأي موقف.

 

بدأتالمشاورات في جنيفلإيجاد حل سلمي،إلا أن تركياسحبت وفدها في الساعاتالأولى من صباح 14 آب/أغسطس، ثم انتقلتبعد ذلك بوقتقصير إلى المرحلةالثانية من خططها،بغزو قبرص مجدداً تحت اسم "أتيلا 2"، مماأدى إلى احتلالمناطق مورفو وفاماغوستا وكارباسيا.

 

بلغعدد القتلى جراء هذا الغزو 3000 وعدد النازحين من القبارصةاليونانيين 162 ألفاً، وأصبح القبارصة الأتراك أيضاً لاجئين في بلدهم،وأُجبروا على مغادرةمنازلهم والانتقال نتيجة لسياسة الابتزاز التركية إلى الأراضيالتي تحتلها تركيا في جمهوريةقبرص.

 

تعرضعشرون ألفاً من القبارصةاليونانيين والموارنة الذين اختاروا عدم مغادرةمنازلهم رغم الاحتلالالتركي لمضايقات مستمرة وقيود على الحركةوحرمانهم من الرعايةالطبية الكافية والتعليم، مما أجبرواعلى مغادرة منازلهم. وتضاءل عددهم بشكل كبير لينتهي به الأمرالآن إلى 300 شخص.

 

من أخطر عواقب الغزو التركي كانت القضية الإنسانية المتعلقة بالمفقودين. فقد اعتُقلآلاف القبارصة اليونانيين واحتُجزوا في معسكراتاعتقال في قبرص،بينما نُقل أكثر من 2000 أسيرحرب بشكل غير قانونيواحتُجزوا في سجونتركيا، ما زالالعديد منهم في عدادالمفقودين.

 

إنهفي الوقت الذي تستعد فيه جمهوريةقبرص تولي رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي للمرة الثانية في عام 2026، تظل عاصمتهانيقوسيا آخر عاصمةمقسمة في أوروبا.

 

 

واق AAR/GCH/MMI/2025

نهايةالخبر، وكالة الأنباء القبرصية