CNA 11/27/2025

CNA - قبرص ولبنان يوقعان اتفاق ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة في إطار تعاون إستراتيجي غير مسبوق

وقعت قبرص ولبنان اليوم الأربعاء اتفاقاً بشأن ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة  بين البلدين، إلى جانب الاتفاق على بحث إمكانية ربط شبكتي الكهرباء من خلال تشكيل فرق عمل تقنية وإعداد دراسة جدوى مشتركة.

 

وصل رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس صباح الأربعاء إلى بيروت، حيث عقد اجتماعاً ثنائيًا مغلقاً مع نظيره اللبناني جوزيف عون، تلاه اجتماع موسع قبل توقيع الاتفاق من قبل خريستوذوليذيس ووزير الأشغال العامة والنقل في لبنان.

 

وصف الرئيس خريستوذوليذيس اتفاق الترسيم بأنه "محطة استراتيجية بالغة الأهمية تعكس بوضوح مستوى العلاقات بين البلدين"، مؤكداً أن الاتفاق يبعث "رسالة سياسية قوية" مفادها أن قبرص ولبنان يواصلان الاستثمار في تعزيز الثقة والاحترام المتبادل على أساس القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وعلاقات حسن الجوار، وتوسيع التعاون الثنائي والإقليمي بما يخدم شعبيهما والمنطقة الأوسع في الشرق الأوسط.

 

أشار الرئيس خريستوذوليذيس إلى أن الاتفاق يغلق ملفاً عالقاً منذ سنوات طويلة، ويتيح النظر إلى المستقبل "وما يمكن أن يبنيه البلدان على هذا الأساس المتين".

 

قدم الرئيس خريستوذوليذيس الشكر لنظيره اللبناني، مؤكداً أن الاتفاق ما كان ليتم من دون "الإرادة السياسية الحاسمة" للرئيس عون، ودور رئيس الوزراء نواف سلام والحكومة والقيادات السياسية في لبنان. كما أشاد بعمل الفريقين المفاوضين، وخص بالذكر وزير النقل والأشغال العامة اللبناني فايز رسامني ومستشار الأمن القومي القبرصي تاسوس تزونيس.

 

يُذكر أن توقيع الاتفاق يغلق ملفاً ظل عالقاً لما يقارب من عشرين عاماً، وبحسب مصادر وكالة الأنباء القبرصية، يستند الاتفاق إلى خط الوسط، وهو الموقف القبرصي الدائم.

 

كانت قبرص ولبنان قد وقعا اتفاقاً أولياً في كانون الثاني/يناير 2007، إلا أنه لم يتم التصديق عليه في لبنان لأسباب داخلية، كما تأثر بالاتفاق القبرصي–الإسرائيلي عام 2010 والنزاع البحري اللبناني–الإسرائيلي الذي سوّي عام 2022 بوساطة أميركية. وبعد انتخاب عون رئيساً في كانون الثاني/يناير 2025، استؤنفت المفاوضات على نحو مكثف، وتوصل الجانبان إلى صيغة منقحة في أيلول/سبتمبر 2025، لُتقر لاحقاً في مجلسي الوزراء في البلدين.

 

يذكر أن تركيا كانت دوماً معارضة لهذا الاتفاق وسعت إلى تعطيله.

 

قال الرئيس خريستوذوليذيس إن الاتفاق "يعزز بشكل كبير فرص التعاون في قطاعات حيوية مثل الطاقة والبنية التحتية"، ويوفر "القدر اللازم من اليقين القانوني والاقتصادي والأمني للمستثمرين"، إضافة إلى دعمه جهود البلدين في تطوير برامج الطاقة الخاصة بهما.

 

كما اعتبر أن الاتفاق يقوي فرص التعاون في مجال الطاقة في شرق المتوسط، ويعزز إمكانات المنطقة كممر بديل للطاقة نحو أوروبا. وأكد أن اتفاقات كهذه تشكل "أساساً استراتيجياً للاستقرار والأمن الإقليميين" في منطقة شديدة التعقيد.

 

رحب الرئيسان بالتقدم المحرز في مباحثات الربط الكهربائي بين قبرص ولبنان، وأعلن خريستوذوليذيس أن البلدين قدما بشكل مشترك طلباً للبنك الدولي لإعداد دراسة جدوى حول هذا المشروع.

 

أشار الرئيس خريستوذوليذيس إلى أن الجانبين ناقشا توسيع التعاون الثنائي والتطورات الإقليمية التي تهم البلدين، إضافة إلى علاقات لبنان مع الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن قبرص "تدعم هذه العلاقات بفاعلية وعمق". كما أطلع الرئيس اللبناني على آخر التطورات في القضية القبرصية.

 

جدد رئيس الجمهورية دعم قبرص لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وللتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). وقال إن قبرص، باعتبارها أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي للمنطقة، ستعزز دورها كقناة تواصل بين لبنان والاتحاد، وبالأخص قبيل رئاستها للمجلس الأوروبي في النصف الأول من عام 2026.

 

وأضاف أن صداقة البلدين "ليست تاريخية فحسب، بل علاقة وثيقة وصادقة وديناميكية نبني عليها مستقبلاً مشتركاً"، مؤكداً أن توقيع الاتفاق يُعد "لبنة جديدة" في مسيرة التعاون الطويلة بين الشعبين.

 

بدوره قال الرئيس اللبناني جوزيف عون أن الاتفاق يمكن البلدين من إطلاق عمليات استكشاف الموارد البحرية، ويمهد لإبرام اتفاقات ثنائية جديدة تسهل عمل شركات الاستكشاف. كما أشار إلى إمكانية إطلاق مشاريع جديدة مشتركة في الطاقة – ولا سيما الطاقة المتجددة – والاتصالات وخطوط النقل والسياحة، إضافة إلى استمرار التعاون في الدفاع والأمن.

 

ولفت عون إلى أن لبنان يتطلع لمرحلة رئاسة قبرص للاتحاد الأوروبي عام 2026 لتعزيز علاقته مع أوروبا، وعلى رأسها الشراكة الاستراتيجية بين لبنان والاتحاد الأوروبي.

 

تطرق رئيس لبنان أيضاً إلى المشاريع ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما الجهود المبذولة لمكافحة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط، مشيراً إلى “الآفاق الضرورية والواعدة التي نحتاج إليها لمواصلة هذه المهمة الحيوية من أجل أمن أوروبا وسيادتنا". وأضاف أن لبنان قد أظهر "التزاماً كبيراً في هذا المجال".

 

وشدد الرئيس عون على أن التعاون بين قبرص ولبنان "لا يستهدف أحداً ولا يستبعد أحداً" بل يسعى لتأسيس تعاون دولي يمس كل دول المنطقة، من أجل الاستقرار والازدهار المشترك، داعياً إلى تعزيز التفاهمات البحرية لإنهاء "دوامة العنف والحروب وسياسات الهيمنة" التي أثقلت كاهل المنطقة.

 

 

واق MCH/AGK/MMI/2025

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية