(أنسامد) - سبتمبر 29 - روما - انطلقت أعمال ترميم لوحة المذبح الكبرى للفنان السييني الشهير سيمون مارتيني، "القديس لويس من تولوز"، إحدى أبرز التحف الفنية من العصور الوسطى والمحفوظة في متحف كابوديمونتي وخشبته الملكية.
يُعد هذا العمل الجصي من القرن الرابع عشر من أهم الشواهد الفنية لعصر أنجو المزدهر في نابولي.
ويُنفذ المشروع - بعد أكثر من 65 عامًا على آخر تدخّل ترميمي - في إطار تعاون غير مسبوق بين متحف كابوديمونتي، بقيادة المدير آيكه شميدت، ومؤسسة "أوفيتشيو ديلي بيتر دور" المرموقة في فلورنسا.
وتتميز المبادرة بتنظيم "ورشة عمل تعليمية" مفتوحة للجمهور، تُقام في القاعة ذاتها التي تحتضن اللوحة في الطابق الثاني من المتحف، ما يتيح للزوار فرصة نادرة لمتابعة عملية الترميم عن كثب.
وقال آيكه شميدت، مدير متحف كابوديمونتي، في تصريح رسمي:"إن ترميم لوحة 'القديس لويس من تولوز' يُعد إنجازًا بارزًا، لما يحمله العمل من قيمة فنية وتاريخية، ولما يمثله من رمز لعصر أنجو في نابولي، حيث ازدهر البلاط الملكي في قلب البحر الأبيض المتوسط.
ونحن ممتنون لهذا التعاون مع مؤسسة 'أوفيتشيو ديلي بيتر دور' في إطار مشروع أشمل لترميم مجموعة من روائع الفن الإيطالي".
يركز المشروع، الذي يُتوقع إنجازه خلال ستة أشهر، على معالجة الهيكل الخشبي الخلفي للوحة، وسد الشقوق، وتثبيت الدعامة، إلى جانب أعمال دقيقة في الزخارف الذهبية متعددة الألوان في الواجهة الأمامية.
اللوحة المذهلة التي يبلغ ارتفاعها أكثر من ثلاثة أمتار، مغطاة بورق الذهب، وكانت مرصعة بالأحجار الكريمة، تُصوّر الأمير لويس من أنجو متوجًا، مرتديًا زيًا فرنسيسكانيًا يبرز تباينًا واضحًا مع حلته الأسقفية الفاخرة، وهو يضع التاج على رأس شقيقه الملك روبرت من أنجو. وتُظهر اللوحة أيضًا مشاهد من حياة القديس لويس، الذي توفي في برينول عام 1297 وتم إعلانه قديسًا عام 1317.
وقد دخلت هذه التحفة الفريدة ضمن مقتنيات المتحف الوطني في نابولي (الذي أصبح لاحقًا متحف الآثار الوطني) عام 1921، قبل أن تُنقل إلى متحف كابوديمونتي عام 1957. ويُرجّح أن موقعها الأصلي كان كنيسة سان لورينزو ماجوري الفرنسيسكانية، رغم وجود نظريات تشير إلى احتمال وجودها في كنيسة سانتا كيارا أو كاتدرائية نابولي.
ويمثل هذا المشروع نموذجًا للتعاون المؤسسي في صيانة التراث، حيث يشمل أيضًا أعمالًا لفنانين بارزين مثل تيتيان، ومانتيجنا، ودوسو دوسي، وبوليدورو دا كارافاجيو، وفيفاريني. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA
