وطنية - اختتمت كلية جيلبير وروز ماري شاغوري للطب في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) اعمال "المؤتمر الدولي الرابع للتعليم الطبي: الموجة الجديدة - إعادة تعريف الرعاية الصحية في عصر الذكاء الاصطناعي" The Next Wave of Medical Education: Redefining Healthcare in the AI Era . تمت الموافقة رسميًا على المؤتمر بالشراكة مع كلية طب وايل كورنيل - قطر، وحصل على اعتماد من مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر (ACCME) لما يصل إلى 13.5 ساعة معتمدة من نوع AMA PRA Category 1 Credits™، حيث ناقش خبراء على مدى يومين التطورات الطبية الحديثة في عالم الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيرها وتداخلها مع تعليم الاطباء الجدد، كما افاد بيان للجامعة.
واقيم حفل الافتتاح في قاعة آروين في حرم الجامعة في بيروت وسط حضور تقدمه وزير الصحة العامة الدكتور راكان ناصر الدين، ممثل نقيب الاطباء الدكتور جورج غانم، الوكيل الاكاديمي في الجامعة الدكتور جورج نصر، عميدة كلية الطب في (LAU) الدكتورة صولا عون بحوث التي ترأست التحضيرات للمؤتمر، وممثلون عن كليات طب جامعية اخرى اضافة الى مسؤولين في الجامعة اللبنانية الاميركية ومنظمي المؤتمر رئيسة اللجنة العلمية في الكلية الدكتورة ناديا اسمر، ورئيسة اللجنة التنظيمية الدكتورة فاندا ابي رعد، وحشد كبير من طلاب علوم الطب، في احتفال قدمه الدكتور جوزف اسطفان.
وتحدث فيه بداية ضيف المؤتمر الدكتور كين ماسترز من كلية الطب والصحة العامة في جامعة السلطان قابوس في عُمان عن طبيعة الذكاء الاصطناعي والفرص والتحديات.
ورحبت العميدة بحوث في كلمتها بالمشاركين في المؤتمر، ورأت ان "مستقبل الطب يكمن في المحافظة على الانسانية في مواجهة التطور التقني"، وتوقفت عند معنى أن" تكون طبيباً والصفات الانسانية التي يجب التحلي بها"، وقالت:"نحتاج إلى تدريس الحكمة والتعاطف والتفكير النقدي الذي يبقى إنسانيًا بامتياز".
وتحدثت عن "ثلاث خطوات في مسار لبنان الافتراضي على طريق اكتساب المهارات الطبية للذكاء الاصطناعي: اولاً: الاتحاد اللبناني للمحاكاة في الرعاية الصحية وهو تعاون وطني سيُطلق قريبًا، يجمع كليات الطب والتمريض لتعزيز نتائج الرعاية الصحية في جميع أنحاء لبنان. وثانياً: دبلوم المحاكاة، الذي يُطلق نسخته الخامسة في كانون الثاني 2026 بالتعاون مع جامعة موناش في ملبورن استراليا، ويضم خبراء بارزين، منهم الدكتور جون بوليه (Senior research consultant) من الولايات المتحدة والدكتور غيوم الينيه مدير الابحاث في مؤسسة حمد الطبية في قطر. وثالثاً: إطلاق أول "مسابقة للجامعات في مجال المحاكاة الطبية" في مركز (LAU) جبيل للمحاكاة السريرية، بالتعاون مع "الجمعية الاوروبية للمحاكاة المطبقة في الطب (SESAM)"، حيث تنافست ثمانية فرق من جميع كليات الطب في لبنان على سيناريوهات تُحاكي حالات طوارئ حقيقية لإختبار القيادة والعمل الجماعي والتواصل والوعي الظرفي. ورحبت بحوث بمؤسسي "مسابقة الجامعات في مجال المحاكاة الطبية (SimUniversity) ، الدكتور رالف كراج والدكتور مارك لازاروفيتشي".
واشادت بالاطباء اللبنانيين الذين عملوا في ظروف صعبة وبرهنوا عن انسانيتهم.
بدوره، رحب الدكتور جورج نصر بالمشاركين، واعتبر ان" المؤتمر هو إنعكاس لما سيكون عليه موقف الاساتذة الجامعيين في التعامل مع احد ابرز التحولات في العالم، الا وهو كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والتعليم". وقال: "اليوم، ومع التطور السريع للذكاء الاصطناعي اصبحنا نعِد الطلاب لا لمستقبل مع الذكاء الاصطناعي بل ضمنه" .
ورأى ان" الذكاء الاصطناعي ورغم قدراته في تشخيص الامراض بدقة ملحوظة والخوض في توقعات بطرق غير مسبوقة إلا انه ليس إلا الة لا يمكنها ان تأخذ مكان الانسان، وان على التعليم مسؤولية حماية الاطباء المعالجين الذين تقودهم الحكمة والتعاطف والمسؤولية والرغبة في التعامل مع الانسان الاخر والاهتمام به. وخلص نصر الى ان عنوان الحقبة الجديدة هو استمرارية الرعاية الانسانية ومقاربة عصر الذكاء الاصطناعي بشجاعة، مع الحكمة في دمجه في القطاع الطبي والحفاظ على العامل الانساني".
والقى الوزير ناصر الدين كلمة اعتبر فيها أن" إعادة النظر في كيفية تدريب أخصائيي الرعاية الصحية أمر ضروري وفي وقته المناسب، في عالمٍ يشهد تقدمًا تكنولوجيًا سريعًا، واحتياجاتٍ متغيرة للمرضى، وتحدياتٍ صحيةً معقدة". وشدد على "كيفية إعداد القائمين بالرعاية الصحية اي الاطباء والممرضات". ورأى أن "إصلاح التعليم الطبي هو حجر الزاوية في إعادة بناء النظام الصحي اللبناني وتحصينه للمستقبل. وتوقف عند ثلاثة مسائل رئيسية ينبغي في رأيه ان تشكل توجهاً ورؤية مشتركة:
أولاً: أصبح الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية من ضروريات العصر. وان حقبة التعليم الطبي التقليدي انتهت وهناك عصر جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي والمحاكاة والواقع الافتراضي والتشخيصات القائمة على البيانات. وبرأي ناصر الدين ان التحدي يكمن في قيادة هذه التحولات، و يتطلب هذا التطور مهارات وعقليات ونماذج تدريس جديدة. وان اطباء المستقبل يجب أن يصبحوا: مُحَلِّلين رقميين للمشكلات ومُبتكرين تعاونيين، مع الحفاظ على أسس أخلاقية.
ثانيًا: يجب أن يكون التعليم الطبي مُركِّزًا على الإنسان، ومتجذِّرًا اجتماعيًا، ومتعدد القطاعات. لذلك، يجب أن تُنمّي نماذجنا التعليمية الكفاءة الثقافية والمشاركة المجتمعية. وعلى الأطباء الاستعداد ليس فقط لعلاج الأمراض، بل أيضًا للدفاع عن الصحة والكرامة والإنصاف، لا سيما للفئات الأكثر ضعفًا.
ثالثًا: لبنان، رغم الصعوبات، لا يزال مصدرًا قويًا للمواهب الطبية، رغم أن هجرة الأطباء تُثير القلق، فإن خريجي الطب في لبنان يُعدّون من بين الأفضل في العالم. وما يحتاجونه هو الدعم والفرصة لتشكيل المستقبل ليس في الخارج، بل هنا في الوطن".
واكد ناصر الدين" إلتزام وزارة الصحة العامة بالتحول واستعدادها لتعميق التعاون مع كليات الطب في مجال التعليم الرقمي والكفاءة. ومواءمة مسارات التدريب التخصصي مع الأولويات الصحية الوطنية. الى تعزيز فرص الحصول على دورات سريرية عالية الجودة في المستشفيات العامة ومراكز الرعاية الصحية الأولية. واعلن عن إطلاق وزارة الصحة العامة مؤخرًا استراتيجيتها للتحول الرقمي في مجال الصحة، والتي تُمثل نموذجًا وطنيًا للاستفادة من التكنولوجيا لتحسين النتائج الصحية وتعزيز تقديم الخدمات".
وفي ختام الافتتاح قدمت مجموعة من طلاب كلية الطب في (LAU) اغاني لبنانية. وكان قد سبق الافتتاح حفل تكريم لكتاب الدكتورة زينة طنوس "طب الجلد التجميلي والعلاج بالليزر والطاقة" ، الذي قدمت نسخًا منه لعمداء كليات الطب الثمانية في لبنان أو ممثليهم.