NNA 10/02/2025

NNA - افتتاح مؤتمر "لبنان في عيون المهندسين والمعماريين" في نقابة المهندسين – بيروت تزامنا مع الاستعداد للاحتفال باليوبيل الماسي للنقابة

وطنية -  انطلقت في نقابة المهندسين بيروت أعمال مؤتمر "لبنان في عيون المهندسين والمعماريين"  بالتزامن مع العدّ العكسي للاحتفال بمرور 75 عامًا على تأسيس النقابة .

حضر الافتتاح النائبان سليم عون ونزيه متى ونقيب المهندسين في بيروت فادي حنا ونقيب المهندسين في طرابلس شوقي فتفت ونقيب المحررين في لبنان جوزف القصيفي ونقيب المهندسين في بيروت السابق عارف ياسين ورئيس مجلس الجنوب الدكتور هاشم حيدر والمدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة وعمداء من كليات الهندسة في جامعات من لبنان وممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وممثلون عن نقابات المهن الحرة في لبنان وحشد من الخبراء والمهندسين والمعماريين من لبنان والخارج.

وفي كلمة افتتاحية ألقاها نقيب مهندسي بيروت فادي حنا شدد فيها على أهمية هذا المؤتمر كمنصة فكرية ومهنية في وقت دقيق من تاريخ لبنان، إذ يهدف إلى رسم رؤية وطنية مستقبلية للبنية التحتية والتنمية المستدامة، انطلاقًا من دور المهندسين في صياغة السياسات وإيجاد الحلول.

يُقام المؤتمر في مستهل تشرين الأول، بالتزامن مع إعلان يوم "المهندس والمعماري اللبناني LEAD"، والذي سيكون مناسبة سنوية لتعزيز مكانة المهندس كشريك أساسي في بناء الدولة وتطوير المجتمع، ضمن مسيرة تبدأ هذا العام وتبلغ ذروتها في 2026 باحتفال اليوبيل الماسي للنقابة.

وشددت الكلمة الافتتاحية على أن المؤتمر ليس فقط مناسبة علمية أو تقنية، بل مساحة لتجسيد الدور المحوري للمهندسين والمعماريين في إعادة بناء لبنان، وتجاوز التحديات التي يواجهها البلد، لا سيما:العدوان الإسرائيلي المستمر على البشر والحجر، في انتهاك صريح للمواثيق الدولية، الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة،الانهيار المتواصل في البنية التحتية والخدمات الأساسية.

وأكد المتحدث أن المهندس اللبناني قادر على لعب دور حيوي في النهوض الاقتصادي، من خلال إعادة الإعمار، تطوير القطاعات الإنتاجية، تحسين خدمات الطاقة والمياه والاتصالات، واستقطاب الاستثمارات بمشاريع مدروسة ومبتكرة، تجمع بين الكفاءة والاستدامة.

 

في ظل تسارع التطور العلمي والتكنولوجي عالميًا، اعتبر المؤتمر أن العِلم هو الأساس المتين لبناء الأوطان، والهندسة هي العقل المنظّم القادر على تحويل التحديات إلى فرص.

 

وأكدت النقابة أن المهندسين والمعماريين هم قادة التغيير وروّاد التنمية، ومن الضروري إشراكهم في صياغة السياسات العامة والتخطيط والتنفيذ، ليس كترف، بل كحاجة وطنية لضمان الجودة، الشفافية، والكفاءة. بعيون المهندسين والمعماريين، يظهر لبنان كما يحلم به أبناؤه:بلد حديث ومنظم ومزدهر،بنية تحتية صلبة وطرق آمنة،مدن ذكية وطاقة مستدامة،ورؤية شاملة قائمة على أحدث المعارف والممارسات. وبعيون المهندسات والمعماريات، ينعكس الإبداع والدقة والاتزان في اتخاذ القرارات، ما يعزز دور المرأة المهنية في إعادة بناء المجتمع.

على مدى ثلاثة أيام، يستعرض المؤتمر مداخلات من خبراء لبنانيين ودوليين في مجالات: التخطيط المدني، النقل، الطاقة، المياه، الحوكمة، الأمن الغذائي، الرقمنة والتكنولوجيا. وستُشكّل هذه المداخلات أساسًا لوثيقة وطنية رؤيوية تُسهم في توجيه السياسات العامة واقتراح حلول عملية قابلة للتنفيذ.

 

وفي ختام المؤتمر، سيُقام عشاء مركزي يُعلن فيه رسميًا انطلاق مسيرة اليوبيل الماسي الـ75 لنقابة المهندسين، احتفاءً بإرثها العريق، وتكريمًا لمهندسي لبنان في الداخل والاغتراب.

واختُتم بدعوة إلى أن يكون لبنان، في عيون جميع أبنائه، كما يراه المهندسون: وطنًا يقدّر الكفاءات، يُعلي من شأن التخصص، ويؤمن بأن التقدّم لا يُبنى بالشعارات، بل بالتخطيط والعِلم والعمل الجماعي.

كما جدّدت نقابة المهندسين التزامها بأن تكون شريكًا أساسيًا في مسيرة النهوض الوطني، والدفاع عن المهنة، وتبقى بيتًا جامعًا لكل مهندس ومهندسة.

 

غنطوس

 

وكان رئيس اللجنة العلمية عضو مجلس النقابة يوسف غنطوس اشار الى ان "هدفنا من هذا المؤتمر أن تتحوّل نقابة المهندسين في بيروت من مبنى مهني إلى منصّة وطنية، تحمل الأفكار الكبيرة، وتستقبل الآراء المتعددة، وتفتح نقاشًا حول كل ما هو حيوي ومصيري:من التخطيط العمراني إلى التنظيم المدني،من اللامركزية الإدارية إلى الحوكمة،من النقل المستدام والمياه والكهرباء إلى البيئة والنفايات،من الأمن الغذائي والزراعة إلى التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي،من المدن الذكية إلى مستقبل التكنولوجيا، من دون أن نغفل عن أخلاقيات المهنة وفطرتنا الهندسية السليمة".

 

اضاف:" لقد تعمّدنا ألا تكون هذه النقاشات نظرية أو حالمة، بل واقعية، ولكن طموحة. أردنا لهذا المؤتمر أن يكون عمليًا، ملامسًا للأرض، رافضًا للاستعراض، ساعيًّا إلى نتائج قابلة للتطبيق. وفي هذا الإطار، لا بد من توجيه تحيّة إلى اللجنة العلمية في نقابة المهندسين، التي كان لي شرف ترؤسها منذ حوالي السنة، وهي واحدة من ثلاث لجان أساسية في هيكل النقابة. عملنا خلال هذا العام على إعادة تفعيل دورها كبوصلة بحثية وفكرية، فأصدرنا أول نشرة إلكترونية بعد غياب عشر سنوات للمجلة الورقية "مجلة المهندس"، وأجرينا مراجعة شاملة لنظام اللجنة، قدمنا على أساسها اقتراح تعديل يتماشى مع التطور العلمي والمهني".

ختم:"وهنا، أودّ أن أخصّ بالشكر كل أعضاء اللجنة العلمية على التزامهم ودأبهم خلال الأشهر الماضية، كما أشكر مجلس النقابة بجميع أعضائه، والفروع والهيئات التي شاركت في التحضير لهذا المؤتمر الكبير. إن ما نطمح إليه من خلال هذا الحدث، هو أن نقول بوضوح: إذا كانت الدولة تبحث عن حلول تقنية وعمرانية لمشاكلها، فإن العنوان الصحيح هو هنا. فالهندسة هي استخدام العلم لحل مشكلات واقعية، والمهندس هو الكائن العقلاني والمنطقي بامتياز مع بعض الاستثناءات اللطيفة من زملائنا المعماريين. إن مشاركتكم اليوم ليست فقط دليلاً على التزامكم، بل هي إعلان نوايا صريح بأن القطاع الهندسي سيكون في قلب مسيرة النهوض الوطني. لبنان الذي نراه في عيون المهندسات والمهندسين، هو لبنان الممكن، القابل للنهوض، المليء بالفرص".