NNA 08/15/2025

NNA - معهد الصحة العالمية في الجامعة الأميركية في بيروت والمكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة : تعزيز الجهود المشتركة بشأن الترابط ما بين المناخ والصحة والهجرة في المنطقة

وطنية - عقد معهد الصحة العالمية في الجامعة الأميركية في بيروت والمكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منتدى بعنوان "استكشاف الترابط ما بين المناخ والصحة والهجرة: منتدى لتقريب السياسات والبحوث والعمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

جمع الحدث المؤسسات التعليمية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية وجمعيات المجتمع المدني للتصدّي لمسألة التقاطع الطارئ بين التغيّر المناخي والصحة العامة والتنقّل البشري في إحدى أضعف المناطق في العالم.

تمثّلت إحدى أبرز نتائج المنتدى، وفق بيان للجامعة، بتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة والتي ترسّخ شراكةً طويلة الأمد بين الطرفين ترتكز على النهوض بالبحوث والسياسات والعمل المشترك فيما يتعلّق بالترابط بين المناخ والصحة والهجرة.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور شادي صالح المدير المؤسس لمعهد الصحة العالمية، بأنّ تغيّر المناخ هو أحد ألحّ المخاطر الصحية في عصرنا، وخاصة في البيئات الضعيفة، كبعض بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وحذّر صالح من عدم قدرة الأنظمة الصحية في جميع أنحاء المنطقة على استيعاب الآثار المتفاقمة لأعباء الأمراض المرتبطة بالمناخ والتهجير وأوجه الظلم الاجتماعي. وأشار إلى "أن برنامج "كلاي-هيلث" للصحة المناخية في معهد الصحة العالمية يتناول هذا الترابط من خلال العمل في مختلف القطاعات مع عدة شركاء كمعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية ومعهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة في الجامعة الأميركية في بيروت إلى جانب المنظمة الدولية للهجرة وغيرها، وذلك لتحويل المعرفة إلى حلول عادلة وقابلة للتنفيذ.

في المقابل، عرضت المديرة المساعدة لمعهد الصحة العالمية نور الأرناؤوط نبذة عن المجموعة الواسعة من الأعمال التي يقدمها المعهد ضمن برنامج "كلاي-هيلث" الذي يبحث في هذا الترابط مركزا على العدالة والصمود والفئات السكانية الضعيفة.

كما أعلنت عن إطلاق شهادة ذاتية عن المناخ والصحة متاحة عبر الانترنت قريبًا، والتي صُمّمت لإعداد المتعلّمين بالأدوات اللازمة للتصدّي للتحديات الصحية المرتبطة بالمناخ من خلال مقاربات عملية ومحدّدة السياق.

وأوضحت الدكتورة ميشيلا مارتيني، الاختصاصية المواضيعية الإقليمية الأولى في المنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "أن تقاطع المناخ والصحة والهجرة هو تحدٍّ حاسم في زماننا ولم يخضع لدراسات كافية حتى اليوم، بالأخص في السياقات الإقليمية. وألقت الضوء على أهمية التعاون بين المنظمة الدولية للهجرة والمؤسسات التعليمية كالجامعة الأميركية في بيروت لاستدرار استجابات قائمة على الأدلة ومراعية للمنظور الجنساني ومستندة إلى السياق المحلي والتي من شأنها المساهمة في سد الثغرات".

وعلى غرار ذلك، أكّدت ماساكو يويدا، الاختصاصية الإقليمية في العمل المناخي والتنقّل في المنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "أن تغيّر المناخ هو محرّك متزايد لكل من التهجير والمخاطر الصحية وهو يؤثر بشكل غير متناسب على المهاجرين والسكان المهجرين بسبب نقاط الضعف النظامية والتعرّض غير العادل. ودعت يويدا المعاهد في المنطقة إلى مزيد من التنسيق وإصدار سياسات أقوى ومواصلة قيادته"ا.

علاوةً على العروض، قدم المنتدى ندوتين حواريتين مواضيعيتين، تناولت أولاها الثغرات والاحتياجات السياساتية، وقد أدارت الحوار الدكتورة ميشيلا مارتيني.

وحذّرت الدكتورة كنزا خمسي خبيرة المناخ والصحة البيئية من المغرب، "أن المخاطر المناخية الجسيمة تشكّل خطرًا مباشرًا ومتصاعدًا على الصحة العامة. ودعت يارا مراد، مديرة البرامج في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، إلى التعاون الإقليمي وإدراج سياسات متعلقة بالمناخ والصحة والهجرة شاملة ومراعية للمنظور الجنساني في الأجندات الوطنية.

وشدّدت رولا مجدلاني، المستشارة الأولى حول التنمية المستدامة في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، على دور البيانات المصنّفة في التصدّي للتهجير والضعف الناجم عن المناخ في بلدان مثل لبنان والأردن.

كما شدّدت الدكتورة لوسيا بارشيليني المسؤولة الفنية عن شؤون صحة اللاجئين والمهاجرين في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، على "ضرورة إدراج المهاجرين والسكان المهجّرين في الأنظمة الصحية الوطنية وعمليات التخطيط، مع اتباع نهج يشمل الحكومة بأكملها".

وركزت الندوة الثانية، التي أدارتها نور الأرناؤوط، على توطين الترابط بين المناخ والصحة والهجرة من خلال المجتمع المحلي والمجتمع المدني والعمل الإنساني.

وناقشت نورا الأشقر رئيسة المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، "أهمية الاستراتيجيات الشاملة للحد من مخاطر الكوارث المتجذرة في الواقع المحلي.

وعرض قاسم شعلان مدير وحدة الحد من مخاطر الكوارث في الصليب الأحمر اللبناني، مبادرتهم الوطنية لمراقبة الأمراض على مستوى المجتمع، التي صُمّمت للكشف عن تفشّي الأمراض المرتبطة بالمخاطر المناخية. وأكّدت عبير أبو زكي، اختصاصية تنمية الشباب والمراهقين في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في لبنان، على دور الشباب في قيادة العمل المناخي، بما في ذلك مقترحات السياسات وجهود المناصرة التي يقودها الشباب.

وسلّطت باميلا ديكاميلو، مديرة البرامج في صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان، الضوء على الآثار الجنسانية للتهجير الناجم عن المناخ والحاجة الملحّة إلى خدمات صحية متنقّلة وسياسات مراعية للاعتبارات الجنسانية. وركز فادي دويك، المستشار الفني لملف التغيّرات المناخية في جمعية إنقاذ الأطفال الدولية، على التأثيرات غير المتناسبة لتغيّر المناخ على الأطفال. وشدّد على أهمية تمويل برامج المناخ التي ترتكز على الطفل، والإجراءات الوقائية، وأنظمة الإنذار المبكر المدعومة بنظم المعلومات الجغرافية.

وتضمّن الحدث عرضا لفيديو قصير يعرّف بحملة "أصوات عن التغير المناخي والصحة" ويبرز تجارب وآراء الخبراء والمجتمعات من أنحاء الجنوب العالمي.

وفي ختام الحدث، أكد ماتيو لوتشيانو، رئيس المنظمة الدولية للهجرة في لبنان، على كون الشراكة بين المنظمة ومعهد الصحة العالمية أكثر من مجرد تبادل أكاديمي أو تقني، قائلا: "إنها خطوة نحو بناء أنظمة صامدة وشاملة تضع المهاجرين في صميم استراتيجيات الجهوزية والاستجابة. علينا العمل الآن، معًا، وعلينا أن نضع المهاجرين في قلب استجابتنا."

للمزيد من المعلومات عن برنامج "كلاي-هيلث" في معهد الصحة العالمية: https://ghi.aub.edu.lb/chp/