CNA 07/10/2025

CNA - تأكيد متانة العلاقات القبرصية اللبنانية خلال اجتماع الرئيسين في نيقوسيا

بحث رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس مع نظيره اللبناني جوزيف عون، الذي أجرى زيارة رسمية ليوم واحد إلى قبرص، العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة وعلاقات لبنان بالاتحاد الأوروبي.

 

قال الرئيس خريستوذوليذيس في تصريحات أدلى بها عقب لقائهما الثنائي في القصر الرئاسي، والذي تبعته محادثات موسعة بين وفدي البلدين، إنه تم التطرق إلى المستجدات الإقليمية التي تؤثر على البلدين، إضافة إلى سبل توسيع العلاقات الثنائية وعلاقات لبنان بالاتحاد الأوروبي.

 

كما أعرب عن سعادته باستضافة الرئيس اللبناني في قبرص مجدداً في نيسان/أبريل 2026، خلال القمة غير الرسمية لقادة المنطقة مع الاتحاد الأوروبي، التي ستعقد تحت رئاسة قبرص لمجلس الاتحاد الأوروبي.

 

من جانبه، أكد الرئيس عون أن العلاقات بين البلدين والشعبين تعود إلى قرون طويلة، مشيراً إلى أن البحر الأبيض المتوسط "يوحدنا ولا يفرقنا". وأضاف أن البلدين شكّلا تاريخياً مرجعاً للاستقرار والسلام وما زال قائماً حتى اليوم.

 

شدد رئيس الجمهورية أن زيارته إلى بيروت في 10 كانون الثاني/يناير 2025، أي بعد يوم من تسلّم الرئيس عون مهامه رسمياً، كانت تعبيراً عن الامتنان للضيافة الدافئة، وأيضاً لأهمية هذه الزيارة باعتبارها أول زيارة لرئيس لبناني إلى قبرص منذ 15 عاماً.

 

كما أكد أن الصداقة بين قبرص ولبنان صمدت في وجه العديد من التحديات، ولعبت دوراً حاسماً في مستقبل البلدين، معرباً عن ثقته في أن الثقة المتبادلة ستقود إلى تعزيز التعاون وتحقيق رؤية مشتركة تخدم مصالح البلدين والمنطقة.

 

ووصف الزيارة بأنها "جوهرية ورمزية وتاريخية"، وأنها تعكس بوضوح متانة علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.

 

أوضح الرئيس خريستوذوليذيس أنه جرى بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات التجارة والسياحة والطاقة والدفاع والأمن، بالإضافة إلى مناقشة التطورات الإقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على البلدين، مشيراً إلى التحديات والنهج المشترك للتعامل مع مشاكل المنطقة.

 

وحول علاقات لبنان مع الاتحاد الأوروبي، قال رئيس الجمهورية إن قبرص تعتبر "الداعم الأكثر حماساً قولاً وفعلاً، لتعزيز هذه العلاقات"، مؤكداً أن العلاقات القبرصية اللبنانية تتأثر بشكل كبير بالتحديات المشتركة في المنطقة، وهو ما يجعل قبرص تقف إلى جانب لبنان باستمرار.

 

أضاف أن "استقرار وازدهار لبنان يمثلان أهمية استراتيجية وحيوية لقبرص"، وهو ما تسعى قبرص لإيصاله إلى بروكسل أيضاً، مشدداً على أن "استقرار لبنان لا يخدم قبرص والمنطقة فقط، بل يخدم الاتحاد الأوروبي بأسره".

 

قال خريستوذوليذيس إنه عند زيارته لبيروت، أراد أن يؤكد أن "قبرص ستبقى دوماً الصديق الأكثر ثباتاً وموثوقية للبنان". كما أشار إلى أن قبرص تدرك جيداً التحديات التي يواجهها لبنان، خصوصاً بعد أحداث 2020، والتطورات بعد تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مؤكداً دعم قبرص لاستقلال لبنان وسيادته وسلامة أراضيه.

 

كما أعرب عن تقديره لجهود الرئيس عون لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 واتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وأكد رئيس الجمهورية على قناعته بأن "لبنان المستقر والسلمي والقوي يمكن أن يسهم في استقرار وازدهار شرق المتوسط"، مجدداً دعمه لجهود الرئيس اللبناني في هذا الصدد.

 

وفي إطار تعزيز العلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي، أشار إلى أن قبرص تلعب دور الوسيط والداعم، وتعتبر "سفير لبنان داخل الاتحاد"، وتعمل على تعزيز الحوار الاستراتيجي بين الطرفين، موضحاً أنه خلال رئاسة قبرص المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي، سيتم إطلاق مبادرات محددة لتعزيز العلاقات.

 

وأشار إلى أن من أبرز الأدلة على هذا الدور، زيارته المشتركة إلى بيروت برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية، والتي كانت الزيارة الأولى من نوعها لرئيس المفوضية إلى لبنان، والتي أعلن خلالها عن حزمة دعم مالي بقيمة مليار يورو، يجري حالياً الإفراج عن أول دفعة منها لدعم قطاعات حيوية في لبنان.

 

وبشأن تطورات المنطقة، أشار إلى أن قبرص باعتبارها أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، استغلت موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف للمساهمة في تهدئة التوترات، موضحاً أنها تصرفت باستمرار كشريك موثوق، كما ظهر في اجتماع باريس الخماسي الذي شارك فيه إلى جانب رؤساء فرنسا واليونان وسوريا.

 

كما أعرب عن أمله في إحراز تقدم إيجابي في ما يتعلق بالوضع في غزة، مؤكداً التزام قبرص بالقانون الدولي ودعمها للمبادرات الهادفة إلى التهدئة وإطلاق سراح الرهائن، مع التشديد على الحاجة الملحة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق.

 

أعرب رئيس الجمهورية عن شكره للبنان على دعمه المستمر لحل القضية القبرصية في جميع المحافل الدولية والإقليمية، وفقاً للإطار المتفق عليه.

 

بدوره، اكد رئيس لبنان أن علاقات البلدين تتجاوز الجغرافيا والتاريخ المشترك، وتشمل أهدافاً ومواقف وتحديات مشتركة، وشبه الدولتين بـ"الدولتين التوأمين"، مشيراً إلى أن البحر المتوسط يوحدهما لا يفرقهما.

 

وقال إن البلدين يمثلان معاً مرجعية للاستقرار ويتشاركان القيم ويدعمان السلام عبر الحوار ويحترمان السيادة الوطنية لكل منهما.

 

أضاف "ما يوحدنا عبر التاريخ والجغرافيا لا يمكن أن تفرقه الأرقام أو الحسابات من أي نوع"، مشدداً على أن البلدين يستطيعان دعم بعضهما البعض حتى في الأوقات الصعبة، وأكد أن "قبرص ولبنان دولتان قادرتان على منح الأمل".

 

 زار الرئيسان في ختام الزيارة بلدية نيقوسيا، وتجولا على خط وقف إطلاق النار، قبل أن يقيم رئيس الجمهورية مأدبة غداء على شرف نظيره اللبناني جوزيف عون.

 

يذكر أن قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت تركيا ثلثها الشمالي وقامت باحتلاله. لم تُسفر الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة حتى الآن عن نتائج تُذكر بسبب التعنت التركي. انتهت آخر جولة من المفاوضات التي عُقدت في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري، دون التوصل إلى اتفاق.

 

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن عقد اجتماع غير رسمي بشأن قبرص بصيغة أوسع في نهاية تموز/يوليو، عقب اجتماع مماثل عُقد في جنيف يومي 17 و18 أذار/مارس. كما أعلن غوتيريش أنه سيُعيّن مبعوثاً شخصياً جديداً بشأن قبرص للتحضير للخطوات التالية، في حين اتفق الجانبان على المضي قدماً في عدد من المبادرات، تشمل فتح المزيد من المعابر وإنشاء لجنة فنية للشباب، ومبادرات أخرى في المنطقة العازلة وفي جميع أنحاء الجزيرة.

 

بالفعل، قام الأمين العام للأمم المتحدة في مطلع أيار/مايو بتعيين الكولومبية ماريا أنجيلا هولغوين كوييار مبعوثاً شخصياً له إلى قبرص، مكلفة بإعادة التواصل مع الأطراف المعنية للعمل على الخطوات التالية بشأن القضية القبرصية وتقديم المشورة له. شغلت هولغوين منصب المبعوث الشخصي للأمين العام إلى قبرص من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو 2024.

 

كما عينت المفوضية الأوروبية يوهانس هان المفوض الأوروبي السابق، مبعوثاً خاصاً لقبرص للمساهمة في عملية التسوية، بالتعاون الوثيق مع هولغوين.

 

 

واق TKE/EC/EPH/MMI/2025

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية