ANSA 07/06/2025

ANSA - عُمر الشريف يعيد الحياة لعطر فرعوني قديم: "خيفي"

سحر الماضي بلمسة عصرية

(أنسامد) - يوليو 1 - روما - عاد صانع العطور المصري عمر الشريف إلى جذوره، مستلهمًا من عبق التاريخ المصري القديم ليُعيد ابتكار عطر أصيل يعود إلى عهد الفراعنة.

 

 

كشف العطار الشاب عن وصفة نادرة بقيت طي الكتمان لآلاف السنين، حملت اسم "خيفي" - وهي كلمة هيروغليفية تعني "العطر".

كان "خيفي" يُستخدم في طقوس المعابد القديمة، بهدف تقريب الإنسان من الآلهة، وتنقية الروح، وتحقيق تناغم بين الجسد والمكان والزمان.

عمر، مهندس كيميائي تخرّج في جامعة القاهرة، ويمتلك علامة تجارية محلية متخصصة في العطور، قال في حديث لوكالة أنساميد: "بعد دراستي في مصر، انتقلت إلى ميلانو لتعميق معرفتي بعالم العطور".

 

 

 

وأضاف: "إيطاليا بلد عريق في هذا المجال، وقد ساعدني الاحتكاك بصناعة العطور هناك على فهم التركيبات المعقدة للعطور الحديثة".

لاحقًا، توجّه إلى فرنسا لاستكمال دراسة الماجستير في صناعة العطور، قبل أن يتخذ قرار العودة إلى مصر لتطبيق ما تعلمه على إرثه الثقافي. جمع عمر بين شغفه بالعطور وعشقه للتاريخ، فتعاون مع مرممة الآثار داليا النبوي، التي زوّدته بمخطوطة فرعونية قديمة تحتوي على وصفة لعطر كان يستخدمه الكهنة في المعابد.

يقول عمر: "أثناء دراستي، بدأت نظرتي تتغير لتركيبات العطور.

اكتشفت أن أشهر عطور مصر القديمة يُدعى 'خيفي'، وكان يستخدم كبخور في الطقوس الدينية وأحيانًا لأغراض علاجية. ظلّت مكوناته سرًا محفوظًا لدى الكهنة حتى العصر اليوناني".

في بداية يونيو، نظّم عمر فعالية في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة تحت عنوان "في رحاب الجمال"، ركزت على العلاقة بين التاريخ المصري وصناعة العطور.

وكان عطر "خيفي" أحد أبرز المعروضات، إلى جانب عطور أخرى مستوحاة من وصفات مدونة في المخطوطات الإسلامية، مثل عطر هارون الرشيد، وعطر الزعفران، ووصفة كحل العين من كتاب "الأدوية المفردة" للطبيب الأندلسي الغافقي.

وعن بداية مشروعه، أوضح عمر أن الفكرة وُلدت عام 2014، لكن تنفيذها الفعلي بدأ بعد ثماني سنوات. "لم يكن هدفي ابتكار اسم تجاري فقط، بل أردت تصميم عطر ذي جذور تاريخية حقيقية، ممزوج بلمسة عصرية تلائم الذوق المعاصر".

و يقول عمر فى النهاية: "أحلم بأن يصل هذا العطر إلى العالمية، وينافس أشهر العطور العالمية التي يعشقها الناس. سأواصل العمل بجد لأحقق هذا الحلم، جامعًا بين عبق التاريخ وحداثة الحاضر".

(أنسامد).

 

ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA