مدنين 19 جوان ( روضة بوطار ـ وات)ـ تأقلم طائر الحبارى مع العيش في ظروف الحصر داخل قفص وتكاثر بالتلقيح الاصطناعي رغم ما كلفه ذلك من ان يفقد جزء من احدى خاصياته كطائر حساس لا يحتمل ضجيج البشر وإزعاجه. نتائج توصل البحث العلمي من خلال مخبر تربية الماشية والحياة البرية بمعهد المناطق القاحلة بمدنين الى تحقيقها من اجل هدف اكبر وهو ان يعود هذا الطائر الى وسطه الطبيعي فيعمره ويجمله بلوحة فنية وسنفونية رائعة في مشهد للغزل في فترة التزاوج عرف بها هذا الطائر المهدد بالانقراض.
انطلق البحث حول هذا الطائر بوحدة الحياة البرية بالمعهد منذ سنة 1998 في اطار جهود حمايته من الانقراض بسبب التغيرات المناخية وضغط الصيد الجائرحيث كانت السنوات كافية لان يتوصل فريق البحث بهذه الوحدة الى عدة نتائج على مستوى معرفة خصائصه البيولوجية كالتزاوج والغذاء والمواقع المحبذة له ومستوى تنقلاته.
وتم وضع قفص ضخم لتربية الطائر في ظروف الحصر التي تجعل التزاوج طبيعيا غير ممكن ما يضطر الى اعتماد التلقيح الاصطناعي بتدجين الذكر والانثى على حد سواء وتوصل المعهد الى الحصول على طيور منتجة في الحصر بلغ عددها حاليا حوالي 50 طائرا .
قطع المعهد اشواطا في البحوث العلمية حول الطائر بل هي استنفدت مداها الا ان الحلقة المهمة في اعادة اعمار الحبارى لم تجد طريقها الى التنفيذ لما تتطلبه من امكانيات مادية ضخمة لانجاز مركز مختص لتفريخ طيور الحبارى هو بمثابة مركز للتكاثر بطاقة انتاج كبرى على غرار تجارب عربية اخرى حيث
توجد بها محميات خاصة تهتم بتربية الحبارى في الحصر .
وتوقف معهد المناطق القاحلة في مشغله طائر الحبارى بعد عدة سنوات من العمل عند ايجاد ممول وداعم لهذا المشروع لاسيما من الذين يستهويهم صيد الحبارى امام ضعف الامكانيات لاعادة اعمار الطائر التي تاكدت انها ضرورة وليست خيارا بعد استنفاد كل الحلول لحمايته من الانقراض والحفاظ عليه في موائله الطبيعية في الحياة البرية رغم القناعة ان العمل لا يزال طويلا لاعادة هذا الطائر الى وسطه الطبيعي وفق محسن شمام رئيس وحدة الحياة البرية بمخبر تربية الماشية والحياة البرية بمعهد المناطق القاحلة بمدنين.
ويعتبر طائر الحبارى طائرا خجولا جدا وله قدرة عجيبة في التخفي والتمويه وقطع مسافة كيلومترات قفزا وهو ما يثير حفيظة الصيادين ورغبتهم في ملاحقته لاختبار قدراتهم على صيده كما ان الاقبال على صيده يتاتى مما يتميز به الطائر من جمال في شكله ومتعة في رقصته اثناء التزاوج مع ما اقترن به في الخرافات الشعبية والاساطير من فوائد غذائية وصحية لكبده كمنشط جنسي.
بر