(أنسامد) - أكتوبر 28 - روما - في عالمٍ تسيطر عليه الموضة السريعة وصيحات الإنترنت العابرة، يجد جيل Z اليوم إلهامه في رمزٍ من رموز الأناقة الإيطالية الكلاسيكية: "السيورا"، السيدة الميلانية الراقية التي تجمع بين الفخامة والرقي والتاريخ الشخصي في كل تفصيلة من إطلالتها.
مصطلح "سيورا" (Sciura) المشتق من اللهجة اللومباردية بمعنى "سيدة"، يُطلق على نساء ميلانو من الطبقة الراقية اللواتي تميزن عبر العقود بمجوهراتهن الذهبية وساعاتهن المتناسقة وتسريحات الشعر الأنيقة، وحقائبهن الفاخرة من كبرى دور الأزياء مثل هيرميس وغوتشي، ومعاطف الفرو التي تعكس ذوقًا رفيعًا متوارثًا.
كان مشهد السيورا الكلاسيكية حاضرًا في مقاهي وسط المدينة، وعروض لا سكالا، ولقاءات ما بعد الظهيرة في غاليريا فيتوريو إيمانويل - صورةٌ لا تزال تُلهم حتى اليوم رغم تغير الزمن.
لكن ما كان يومًا رمزًا للأناقة النخبوية أصبح الآن **اتجاهًا عالميًا بين الشباب**.
فقد أعاد جيل Z تفسير هذه الجمالية بطريقته الخاصة: ليست مجرد حنينٍ إلى الماضي، بل **موقفٌ مناهض للموضة السريعة** ودعوة إلى تبنّي الأناقة المستدامة والتعبير الشخصي من خلال الأزياء.
معطفٌ بلون الجمل عاش أكثر من حياة، حقيبة رافقت صاحبتها لعقود، ووشاح جدّة أصبح قطعة أيقونية - كلها رموزٌ لأسلوبٍ يُعيد تعريف الفخامة باعتبارها إرثًا عاطفيًا لا مجرد مظهر.
هذا الاتجاه وجد تجسيده الأبرز في حساب إنستجرام @sciuraglam، الذي بدأ كمشروعٍ لتوثيق أزياء الشارع في ميلانو، قبل أن يتحول إلى ظاهرة ثقافية تجمع أكثر من 400 ألف متابع، 62% منهم دون سن 35 عامًا.
يقول مؤسسه أنجيلو بيتروسيلي، صاحب المقولة الشهيرة *"هناك عدد من حقائب هيرميس في ترام ميلانو أكثر من عروض الأزياء"، إن السيورا تمثل "رمزًا فريدًا للأناقة الحقيقية"، مضيفًا: "هؤلاء النساء لا يتبعن الموضة، بل هنّ الموضة.
خزانات ملابسهن تروي قصصًا عن الرعاية والديمومة والقوة - تذكير بأن الأناقة لا تحتاج إلى صيحات كي تظل ذات صلة." (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA
