NNA 10/17/2025

NNA - مؤتمر في الجامعة الاميركية بعنوان "عند تقاطع التاريخ والثقافة والجغرافيا: دراسة متعددة الأوجه عن الهوية اللبنانية"

وطنية - استضافت الجامعة الأميركية في بيروت، من خلال كلية الآداب والعلوم ومرصد الحوكمة الرشيدة والمواطنة ومعهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة، بالشراكة مع مؤسسة ميشال شيحا وجامعة القديس يوسف في بيروت، مؤتمرا بعنوان "عند تقاطع التاريخ والثقافة والجغرافيا: دراسة متعددة الأوجه عن الهوية اللبنانية". 

بحث المؤتمر، الذي جمع باحثين وصناع سياسات وفاعليات ثقافية،  بحسب بيان، في كيفية تشكل هوية لبنان عبر شبكة معقدة من العناصر التاريخية والثقافية واللغوية والجغرافية السياسية. وأعاد البحث في المناقشات التأسيسية من الندوة اللبنانية وتتبع تطور المدارس الفكرية التي نشأت منذ تأسيس الجمهورية اللبنانية،  وأدار النقاش استاذ الجغرافيا السياسية والوساطة الدولية في المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية (إيسيك) الدكتور جوزيف مايلا.

بداية، تحدث عميد كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور فارس دحداح مرحبا، تلاه رئيس الجامعة الاميركية الدكتور فضلو خوري مشددا على "الدور الثابت الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية في لبنان في تشكيل الهوية الجماعية للأمة"،  وقال:"في صميم هوية لبنان المتطورة تكمن أقدم جامعاته، لقد حافظت الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف في بيروت على موقعهما قبل نشوء الجمهورية نفسها، وشكلتا القيم المشتركة التي تبقي مستقبل لبنان ممكنا، وحافظتا عليها وجددتاها".

وأكد أن "فهم هوية لبنان يتطلب منظورا متعدد التخصصات، اذ لا يمكننا فهم هوية لبنان المعقدة بشكل أفضل إلا من خلال البحث الدقيق والمتعدد التخصصات، وحين نكرم ماضيه سنتمكن من المساهمة في بناء مستقبل أكثر استنارة واستدامة".

ثم استكشف المحاورون كيف تستمر السياسة والقانون والموارد الطبيعية وحتى دراسات الحمض النووي في التأثير على فهمنا المعاصر للانتماء والفخر الوطني  وقد كشف الحوار كيف يمكن لهذه العناصر أن تعزز من الثقة الجماعية بفكرة الهوية الوطنية المشتركة وأن تتحداها في آن معا، وبخاصة في ظل استمرار الاضطراب السياسي والأزمة الاقتصادية وظهور السرديات المناهضة للمهاجرين في البلاد.

ثم  تحدث رئيس جامعة القديس يوسف  الدكتور سليم دكاش عن "مدى تعقيد مسألة الوحدة في لبنان في ظل التنوع فيه وعن التوتر التاريخي بين التعددية والقومية"، وسأل: "كيف يمكن الحفاظ على هذه الهوية في السياق الذي تميل فيه الانقسامات الداخلية والأحكام الخارجية إلى نزع الشرعية عنها"؟ لافتا الى ان "التاريخ اللبناني  يتسم بتوتر دائم بين التراث المتعدد والرغبة ببناء الوحدة الوطنية".

وفي كلمة، مثلت فيها مؤسسة ميشال شيحا، ربطت عالمة الآثار ورئيسة المؤسسة الدكتورة كلود ضومط سرحال، "ما بين محور المؤتمر ورؤية ميشال شيحا نفسه"، وأشارت الى أن "الحدث يتماشى بسلاسة مع رسالة مؤسسة ميشال شيحا، فيمكن القول بان الحوار والنقد هما الوسيلتان الأكثر فاعلية، إن لم يكن الوحيدتين، للانخراط الهادف بميراث رجل ما زال صدى رسالته يتردد من خلال المراجعات الفعالة والحاسمة"، لافتة الى ان "الهوية هي عملية دينامية يظل فيها الماضي والمستقبل مفتوحين لإعادة التفسير مما يعزز التلاحم عبر الوقت".

كما أشار الرئيس المؤسس والحالي لمرصد الحوكمة الرشيدة والمواطنة والمحاضر في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية الدكتور سيمون كشر الى أن "للمؤتمر أهميته من حيث الحوكمة الرشيدة، إذ أن الدولة المستقرة والفاعلة تتطلب حسا مشتركا للهوية الوطنية. وأن هذا البرنامج يتبنى فهما دقيقا وقائما على الحقائق للذات الوطنية، واضعا بذلك الأساسات الفكرية لبناء الثقة والأرضية المشتركة للمساءلة وصناعة السياسات الموحدة".

 جمع البرنامج آراء متنوعة في مكان واحد، حيث قدمت الدكتورة جوانا دمر، الأستاذة المساعدة في علوم الأرض في الجامعة الأميركية في بيروت، "الأرض الكارستية والمياه الجوفية" وقدمت الدكتورة لينا شويري، نائب وكيل الشؤون الأكاديمية وأستاذة اللسانيات في الجامعة الأميركية في بيروت، "تفكيك المفاهيم (والمفاهيم الخاطئة) حول اللغة والهوية؛" وقدم الدكتور مكرم رباح، الأستاذ المساعد في التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت "البحث عن الهوية اللبنانية في كل الأماكن الخاطئة." ثم ناقش الدكتور أمين إلياس، الأستاذ المساعد في التاريخ والفلسفة والسياسة في الجامعة اللبنانية، "بناء الهوية اللبنانية: بين علم الأساطير والأمة العصرية".

 وقدم الدكتور روي مارتينيانو، المحاضر الأول في علم الوراثة التطوري البشري في جامعة ليفربول جون مورس "لمحة أولى عن التكوين الجيني للعرب القدماء والتكيف المحلي ضد الملاريا." وطرح الخبير الاقتصادي والمستشار السياسي الدكتور نديم شحادة أفكاره في ندوة "لبنان ميشال شيحا بعد 100 عام." ونظر الدكتور محمد المري، الأستاذ المساعد في علم الوراثة في جامعة محمد بن راشد للطب، في "المقارنة ما بين تاريخ سكان بلاد الشام والعرب باستخدام الجينومات الحديثة والقديمة." وناقشت الدكتورة يمنى مخلوف، المحاضرة في القانون في جامعة القديس يوسف في بيروت، "الهوية اللبنانية بعد مرور 100 عام على تأسيس لبنان الكبير." أما الدكتور مارك الهبر، الأستاذ المشارك في جامعة برمنغهام، فشارك في "كشف الهوية الجينية للسكان اللبنانيين من خلال تحليل الحمض النووي القديم".

وفي الختام تبادل المحاورون الآراء، مما دل على قوة المشاركة وتنوع المناظير التي عرضها النقاش.

اشارة الى ان  التعاون بين الجامعة الأميركية وجامعة القديس يوسف ومؤسسة ميشال شيحا  يؤكد "الالتزام المشترك لدى المؤسسات التعليمية والمدنية الرائدة في لبنان، للنهوض بالحوار العام حول الهوية الوطنية والتقريب ما بين تاريخ الشعب وثقافته وتطلعاته الجماعية".