بنزرت 14 سبتمبر 2025 ( أضواء على الجهات /تحرير شيراز النايلي) - تقدم تنفيذ برنامج التأقلم مع التغيرات المناخية بالمناطق الهشة، في ولاية بنزرت وبالتحديد في عمادتي العرب و سيدي عيسى من معتمدية غزالة، بنسبة ناهزت 90 بالمائة، وفق ما أكده المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية ببنزرت فريد الدلاعي، في حوار خص به وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وأفاد الدلاعي، بأن هذا البرنامج التنموي الذي يتم تنفيذه في ولايات بنزرت و القيروان و سليانة و الكاف و سيدي بوزيد، يندرج في اطار الاستراتيجية الوطنية للتهيئة والمحافظة على الأراضي الفلاحية، الممول بالشراكة بين الدولة التونسية والوكالة الفرنسية للتنمية، بهدف دعم اللامركزية وتفعيل الحوكمة المحلية.
وبين أنه منذ الإعلان عن البرنامج، انطلق القائمون عليه، في مرحلة التشخيص التي جرت بصفة تشاركية عبر تكوين لجان تنمية محلية، وباعتماد العديد من الآليات وعقد اللقاءات الفردية و الجماعية، لتليها مرحلة التخطيط فمرحلة الإنجاز ثم المتابعة.
واعتبر أن هذا البرنامج يعد نموذجيا، لا سيما من ناحية التمشي الذي تم اعتماده، حيث تم تشريك المتساكنين في جميع مراحله، ابتداء من التشخيص و تحديد الإشكاليات وصولا إلى التدخل والتنفيذ، مشيرا الى أن البرنامج يستهدف المناطق الهشة، لذلك تم اختيار عمادتي العرب و سيدي عيسى، وفقا لمؤشر التنمية فيهما ومحدودية الموارد الطبيعية، علاوة على الهشاشة الاقتصادية و الاجتماعية.
وصرح بأن الكلفة الجملية للبرنامج بلغت أكثر من 150 مليون دينار، وكان نصيب ولاية بنزرت أكثر من 30 مليون دينار، مؤكدا أن أبرز أهداف البرنامج، هو دعم التصرف المستدام في الموارد الطبيعية بتشريك المتساكنين.
وأضاف أنه تم تم تقسيم المنطقة إلى 14 وحدة ترابية متجانسة للانتفاع بالتدخل، وأطلق على كل وحدة "منطقة حياة" شهدت جميعها عملية "انتخابية" حيث فوض سكان المنطقة أشخاصا يمثلونهم، وتعرف هذه المجموعة بلجنة التنمية الترابية.
وأوضح أن أعضاء لجنة التنمية الترابية يتولون إعداد مخطط للتنمية الترابية، يتضمن رؤيتهم و تصوراتهم للنهوض بمنطقتهم بما يتماشى مع توجهات المشروع، ثم تاتي مهمة الخبراء لملائمة طلبات المتساكنين مع ما يمكن تنفيذه تقنيا و الخروج بمخطط تنمية مندمج، تندمج فيه مختلف المجالات، أبرزها البنية التحتية و تهيئة المسالك و الطرقات، لفك عزلة المتساكنين.
وأكد الدلاعي، أن البرنامج تمكن من تهيئة 36 كلم من المسالك الريفية بكلفة ناهزت 10 مليون دينار، فضلا عن تحسين التزود بمياه الشرب و بمياه الري، حيث تمكن المشروع من تزويد 730 عائلة بالماء الصالح للشرب، بكلفة قيمتها 8 مليون دينار، الى جانب إحداث و تهيئة منطقة سقوية تسمى "أولاد المي" على مساحة تمتد على 204 هكتارات لفائدة 184 منتفعا بكلفة قدرت بــ 8ر3 مليون دينار.
وبين أن التدخلات شملت كذلك الحد من الانجرافات و فياضانات الأودية، حيث تمت تهيئة 1250 هكتارا من الأراضي المهددة بالانجراف بكلفة جملية قدرت بــ 8ر1 مليون دينار، وتوزيع 45 ألف شتلة زيتون و لوز لفائدة 700 منتفع، علاوة عن جهر جزء من وادي المالح و تركيز معبر مائي ( قنطرة) بكلفة بلغت 2ر1 مليون دينار لفك عزلة 19 عائلة.
كما شملت التدخلات، وفق نفس المصدر، دعم قطاع تربية الماشية في ظل التغيرات المناخية و تثمين الغابات و المراعي، من خلال تنفيذ جملة من المشاريع الصغرى، و تزويد العديد من الأشخاص بالنحل والدجاج و غيره، الى جانب تهيئة مخبر تحاليل المياه و التربة بعين بيطار التابعة لمنطقة منزل جميل، من أجل مزيد تحسين خصوبة التربة.
من جهة أخرى، أكد الدلاعي أن الإدارة العامة للمحافظة على الأراضي الفلاحية أبرمت اتفاقيات مع شركاء عموميين، على غرار ديوان تربية الماشية لتنمية الموارد العلفية و الرعوية، والوكالة العقارية الفلاحية بهدف ضم الأراضي ومقاومة تشتتها، حيث تم تهيئة 1000هكتار بعمادتي العرب و سيدي عيسى.
ولفت الى أن الجهود تنصب على إحداث فضاء ببنزرت، بكلفة تناهز 1 مليون دينار تعرض فيه المنتوجات المحلية، بما يمكن الفلاح من تسويق منتوجه ، وذلك في إطار استراتيجية البرنامج القائمة على الحد من النزوح، عبر تركيز الحلول التنموية وتحفيز الفلاح على عدم التخلي عن أرضه و نشاطه.
تجدر الإشارة، إلى أن برنامج التأقلم مع التغيرات المناخية بالمناطق الهشة، يتم تنفيذه على المستوى المركزي بالإدارة العامة للمحافظة على الأراضي الفلاحية التابعة لوزارة الفلاحة و الموارد المائية و الصيد البحري، مع تركيز وحدة تنفيذ للبرنامج صلب كل مندوبية جهوية للتنمية الفلاحية الموجودة بالولايات المعنية.
يذكر أن البرنامج كان قد انطلق سنة 2018 على أن يتم الانتهاء من إنجازه سنة 2027، وفق ما أفاد به المصدر ذاته.
شراز