NNA 08/08/2025

NNA - سفير فرنسا زار المركز الجديد لمؤسسة "عامل" في صيدا

مهنا: الحق بالصحة ليس امتيازا بل ضرورة لبقاء الإنسان بكرامته

وطنية - زار سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو المركز الصحي التنموي الإجتماعي الجديد لمؤسسة "عامل" العالمية في مدينة صيدا، متفقدا أقسامه ومطلعا على برامجه ولا سيما التي تنفذ بالشراكة مع السفارة الفرنسية.

وأقام رئيس المؤسسة منسق عام "تجمع الهيئات التطوعية" في لبنان الدكتور كامل مهنا حفل استقبال بالمناسبة، شارك فيه النائب الدكتور أسامة سعد، ممثل النائبة السابقة بهية الحريري الدكتور ناصر حمود، السفير عبد المولى الصلح، رؤساء بلديات ومخاتير. وكان في استقبالهم الى مهنا، مديرة مركز صيدا سلمى السعودي وفريق عمل المركز.

 

مهنا

وقال مهنا: صيدا هي نبض إنساني ومقاوم، مرآة لتاريخ لبنان، وجسر بين جراحه وآماله. كانت دوما على موعد مع الصمود في وجه الغزاة، في وجه التهميش والنسيان. وفي قلب هذا الصمود، كان الإنسان، وكان الفعل الشعبي، وكان النضال الوطني والإنساني معا. أما بالنسبة إلى "عامل"، فإن لصيدا مكانة خاصة، لا تشبه سواها، منها انطلقت فرقنا الأولى، ومنها ولدت حكاية أولى المراكز التي احتضنت آمالنا الصغيرة وأحلامنا الكبيرة".

أضاف: "اليوم، نعود إلى هذه المدينة التي أحبّت "عامل" كما أحببناها، عدنا من أشهر في ظل حرب شرسة تلقي بظلالها على حياة الناس، لتقول "عامل" من جديد: نحن هنا، لنعيد بناء الثقة لا فقط الأبنية، هنا لنحمل مع أهل هذه المدينة مشعل الأمل، كما حملناه سويا منذ أكثر من أربعة عقود".

وتابع: "المركز الجديد للمؤسسة في صيدا ليس مجرد مساحة تنموية بل هو تعبير عن التزام وإصرار على الوقوف إلى جانب الناس في أحلك الظروف، تماما كما فعلنا في كل مرحلة من تاريخ هذه المؤسسة. هذا المركز الصحي – التنموي – الاجتماعي، انطلق مؤخرا في ظل اشتداد الحرب، لكنه بدأ يشعّ كواحة في قلب العاصفة، لأنه حين تتراكم الأزمات، تزداد الحاجة إلى المنصات التي تعيد للإنسان ثقته بكرامته، وبحقه في الرعاية، في الأمان، وفي الأمل، بمساندة شركائنا الذين نلتقي وإياهم على مبادئ العدالة والمساواة والتضامن، وفي مقدمتهم فرنسا، ممثلة بالسفارة الفرنسية في بيروت ومركز الأزمات".

وقال: "المركز يقود فريقا من العاملين المتفانين، المدربين على العمل الإنساني، ينفذون برامج صحية واجتماعية، داخل المركز، ومن خلال العيادات النقالة، من دون تمييز أو شروط أو اصطفاف، لأن الإنسان، كل إنسان، هو أولويتنا. لقد تحوّل هذا المركز، منذ انطلاقه، إلى خلية نحل إنسانية بكل ما للكلمة من معنى. فخلال الحرب التي طالت المدينة والناس وأثقلت كاهلهم، لم يكن هذا المكان مجرد مركز صحي تنموي، بل أصبح نقطة ارتكاز لفرق "عامل" القادمة من مناطق متعددة، من صور وبيروت وجبيل ومرجعيون وغيرها، الذين وحّدوا جهودهم للعمل من هنا، من قلب صيدا، لمساندة الآلاف من أهالي المدينة والنازحين إليها".

اضاف: "ليلا ونهارا، كان المركز يعجّ بالحركة: فرق طبية، عيادات نقالة، حملات دعم نفسي، توزيع مساعدات طارئة، وتنسيق دائم مع الشركاء والبلدية والمجتمع المحلي، كل ذلك من أجل هدف واحد: أن لا يشعر أي إنسان في صيدا، مهما كانت هويته أو ظروفه، أنه وحده في مواجهة المحنة. لقد جسّد هذا المكان فلسفة "عامل" بأبهى صورها: التضامن العملي، الفعل الجماعي، والاستجابة السريعة التي تنبع من الإيمان العميق بأن الواجب الإنساني لا ينتظر، وأن الحرب، مهما اشتدّت، لا يجب أن تُخمد صوت الحياة".

وتابع: "نحن نؤمن بأن الحق في الصحة ليس امتيازا بل ضرورة لبقاء الإنسان بكرامته. ولذا أطلقت "عامل" مبادرة الحق في الصحة، التي تشمل برامج متكاملة من الرعاية الأولية، وصحة الأم والطفل، والتوعية، والوقاية، والخدمات المتخصصة، وصولا إلى الدعم النفسي الاجتماعي. وهي مبادرة تنفذ بالشراكة مع وكالات ومنظمات صديقة، من بينها فرنسا التي لطالما كانت شريكا وفيا لنا في هذا المسار".

وأردف: "نفتتح هذا المركز في وقت يعاني فيه اللبنانيون والفلسطينيون والسوريون والمجتمعات كافة، من أزمات مركبة: سياسية، اقتصادية، ومعيشية. وفي ظل حرب لا تفرق بين مدني ومقاتل، وبين مدينة وقرية. لكننا، كما في كل المراحل، نختار أن نكون حيث يجب أن نكون، لا حيث يسهل أن نكون. نختار أن نفتح أبواب الأمل، حين تُغلق النوافذ".

وشكر "شركاء عامل في خلية الازمات والتضامن الفرنسي، الذين يدركون معنى أن العدالة لا تتجزأ، وأن دعم المجتمعات يجب أن يتم عبر مؤسسات محلية صادقة وفاعلة، كما قدم الشكر لأهالي صيدا على احتضانهم الدائم، ولكل فرد في فريق "عامل" لم يتوقف يوما عن أداء رسالته".

جولة

بعد ذلك جال ماغرو ومهنا في اقسام المركز، للاطلاع على برامجه الصحية والتنموية والإجتماعية، والاستماع من المشرفين الى المهام والخدمات التي تؤديها هذه الأقسام ضمن استراتيجية عمل المؤسسة في خدمة الإنسان.

وهنأ السفير الفرنسي مهنا على افتتاح المركز، مثنيا على قيادته لمؤسسة "عامل" وعلى جهود فريق العمل.

 

سعد

وعلى هامش الجولة، كانت كلمة للنائب سعد رحب فيها بالسفير الفرنسي في" زيارته المهمة والمميزة لمدينة صيدا عاصمة الجنوب، ولهذا المركز بالذات مؤسسة عامل العالمية العريقة في لبنان والتي تقدم خدمات من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، الى البقاع والعاصمة والجبل، مؤسسة مهمة جدا في لبنان".

وقال: "نحن هنا في صيدا أكيد سنكون الى جانب هذه المؤسسة وما تقدمه من خدمات مهمة وعظيمة لأهلنا في الجنوب، وأكرر شكري للسفير على زيارته الى صيدا، وهو مرحب به في كل الأوقات هنا في صيدا في عاصمة جنوب لبنان".

مركز صيدا

وأشار بيان لمؤسسة "عامل" إلى أن "المركز الصحي التنموي الاجتماعي للمؤسسة في صيدا (ومقره حي الحاج حافظ في وسط المدينة) معتمد من قبل وزارة الصحة، وهو يقدم مختلف برامج الرعاية الصحية الأولية، ويستقبل شهريا 800 مريض، وخلال سنة واحدة اصبح يتابع ملفات صحية لـ2500 عائلة. وكانت السفارة الفرنسية من أول الداعمين لإفتتاح المركز وبرامجه التي يعمل على تطويرها وتعزيزها ببرامج إضافية ومنها مجالات: حماية الطفولة والتعليم وسبل العيش ودعم المسنين وتمكين النساء".