(أنسامد) - يوليو 18 - روما - افتتحت حديقة الكولوسيوم الأثرية في روما قسمًا جديدًا في مدرج فلافيان يُسلّط الضوء على عالم المتفرجين في العصور الرومانية، من خلال رحلة شيّقة تستعرض عاداتهم اليومية وأشكال ترفيههم أثناء حضورهم عروض المصارعة التي كانت تستقطب أكثر من 50 ألف مشاهد.
يقدم المعرض الجديد مجموعة من القطع الأثرية النادرة التي اكتُشفت خلال أعمال تنقيب حديثة بدأت عام 2022، وامتدت إلى أعماق المجمع الهيدروليكي تحت الأرض، كاشفةً عن أكثر من 70 مترًا من الطبقات التاريخية.
بين هذه الطبقات، عُثر على كنوز صغيرة ألقت الضوء على الحياة اليومية للمشجعين الذين ملؤوا مدرجات الكولوسيوم، من دبابيس الشعر، والأمشاط، وإبر الخياطة، إلى أدوات العناية الشخصية مثل أعواد الأسنان، إلى جانب النرد ورموز ألعاب الطاولة والعملات الصغيرة و"ألواح اللعنات" المصنوعة من الرصاص التي كانوا يستخدمونها للعن خصوم أبطالهم المفضلين.
لا يقتصر المعرض على الأشياء الصغيرة فحسب، بل يشمل أيضًا عرضًا مثيرًا لتقنية المصاعد الرومانية القديمة التي كانت تُستخدم لرفع المصارعين والحيوانات إلى الساحة، مضيفًا لمحة تكنولوجية على قوة الابتكار في العروض الجماهيرية خلال العصور الإمبراطورية.
ويمثل هذا القسم الجديد امتدادًا للمشروع المتحفي الشامل الذي انطلق عام 2023 في الجزء الشرقي من المناطق تحت الأرض، حيث خُصّص المعرض الأول لبطولة المصارعين، بعروض تفاعلية ثلاثية الأبعاد تربط الكولوسيوم بصالة "لودوس ماغنوس" الشهيرة، مع عرض فسيفساء وتحف حجرية ومصابيح قديمة.
وتشرف على المشروع مديرة الحديقة الأثرية ألفونسينا روسو بالتعاون مع الباحثتين فيديريكا رينالدي وباربرا نازارو، حيث أكّدن على أهمية تحديث المتحف وربط المعروضات بالاكتشافات الأثرية الحديثة، لإعادة تقديم سرد جديد يعزز فهم الجمهور للتاريخ والثقافة الرومانية.
ويأتي هذا التطوير في إطار مشروع أوسع لإعادة تصميم مسار زيارة النصب التذكاري، بهدف تنظيم تدفق الزوار بشكل أكثر توازنًا، وتقديم محتوى ثقافي غني موزع على مختلف النقاط داخل الكولوسيوم.
كما يجري العمل على إعادة تصميم المتحف الواقع في المستوى الثاني، والذي من المقرر أن يُفتتح بحلته الجديدة بين عامي 2025 و2026، ليعرض تطور تاريخ الكولوسيوم واستخداماته المتعددة على مر العصور.
وقالت ألفونسينا روسو: "إن أهمية تجديد وتحديث المعارض بما يتماشى مع أحدث الأبحاث تمثل أولوية لكل متحف، فالتاريخ لا يُعرض مرة واحدة فقط، بل يُعاد اكتشافه مرارًا عبر زوايا جديدة يقدمها العلم للجمهور".
بهذا المعرض، يفتح الكولوسيوم صفحة جديدة في سرده التاريخي، حيث لم تعد الأضواء مسلطة فقط على أبطال الساحة، بل على جمهورهم أيضًا، ليظهروا كبشر عاشوا، تشوّقوا، راهنوا، ولعنوا… وتركوا وراءهم آثارًا تحكي قصصهم بصمت.
(أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA