(أنسامد) - يوليو 6 - روما - تتواصل معاناة الحقول والمزارع الإيطالية تحت وطأة موجة الحر الشديدة، التي ألقت بظلالها الثقيلة على المحاصيل والمواشي، مع تسجيل انخفاض في إنتاج الحليب بنسبة 15%، وتضرر فادح لبعض المحاصيل الصيفية مثل البطيخ.
في لومبارديا، أبلغ مزارعون عن بلوغ درجات الحرارة الليلية 32 درجة مئوية، ما جعل من المستحيل على الحيوانات التعافي، بينما في توسكانا، اضطر البعض إلى التخلص من محاصيل كاملة احترقت تحت أشعة الشمس.
يدق المزارعون ومربو المواشي ناقوس الخطر، مؤكدين أن الخسائر التي لحقت بالإنتاج لا يمكن تعويضها حتى لو انخفضت درجات الحرارة لاحقًا، وهو ما حدث بالفعل في بعض المناطق الشمالية.
في سيرفيجنانو دادا (لودي)، قال ميشيل جروجني، الذي يدير مزرعة عائلية لإنتاج الحليب، لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا): "مع هذه الحرارة القاسية، نسجل في بعض الأيام انخفاضًا يفوق 15% في إنتاج الحليب مقارنة بالمتوسط السنوي.
لا نأمل فقط بانخفاض الحرارة، بل في ألا تزداد الأمور سوءًا".
وأضاف أن إنتاج الحليب اليومي تراجع من 40.5 لترًا في شهري مايو ويونيو إلى 36 لترًا فقط خلال الأيام الأخيرة، موضحًا أن الليالي الحارة التي تصل إلى 32 درجة مئوية تمنع الحيوانات من التعافي، وأن الحرارة تؤدي إلى زيادة الأمراض في الحظائر، بسبب وقوف الحيوانات لفترات طويلة في محاولة لتبريد أجسادها، ما يسبب ضغطًا على المفاصل والأرجل.
وأشار إلى أن الأبقار تفضل مناخًا تتراوح حرارته بين 10 و15 درجة مئوية، وأي شيء فوق ذلك ينعكس مباشرة على شهيتها، وبالتالي على كمية الحليب المنتج.
رغم تركيب مراوح تبريد ودُشّات ترطيب داخل المزرعة، فإن جروجني يؤكد أن هذه الوسائل تفقد فعاليتها عندما تتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية، حيث يتحرك الهواء بلا تأثير فعلي.
امتدت الحرارة الحارقة إلى الحقول أيضًا.
في ألبينيا (جروسيتو)، قال المزارع لوكا جياكوميلي إنه اضطر إلى التخلص من 10 صناديق بطيخ - أي نحو 30 قنطارًا - بعد أن احترقت بالكامل بفعل الشمس، ووهبها لراعي أغنام.
وأوضح: "في الأحد الماضي، وصلت الحرارة إلى 45 درجة مئوية، مع رياح قوية ورطوبة منخفضة. وقدرت الخسائر بنحو 30% من المحصول".
وأشار إلى أن الحريق وقع في أكبر قطعة أرض مزروعة، وفي قلب موسم الحصاد، بينما البطيخ المتبقي في الحقل غُطي بطبقة بيضاء من أشعة الشمس، معربًا عن أمله في إنقاذ ما تبقى من الإنتاج، الذي يُقدر بأكثر من 200 قنطار.
الضرر لم يقتصر على الزراعة. ففي توسكانا، يُعتقد أن موجة الحر الشديدة تسببت أيضًا في نفوق أعداد من الأسماك عند مصب قناة سولمين في سكارلينو (جروسيتو)، وسط مخاوف متزايدة من تأثيرات الحرارة القصوى على النظم البيئية المحلية. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA