ANSA 06/29/2025

ANSA - حوار الحضارات: عندما تلتقي الصين بإيطاليا عبر الفن

(أنسامد) - يونيو 23 - روما - في مشهد ثقافي مميز يجمع بين الشرق والغرب، وبين الماضي والحاضر، تُسلط إيطاليا هذا الصيف الضوء على شغف الصين العميق بالتراث الفني الإيطالي من خلال معرضين فنيين فريدين يُقامان في مدينتي فلورنسا وروما.

في فلورنسا، وبمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ550 لميلاد مايكل أنجلو، يُقيم الفنان الفرنسي-الصيني وانج يانتشنج معرضًا تكريميًا لأعمال عبقري عصر النهضة.

 

 

المعرض، الذي يُقام في جاليريا الأكاديمية الشهيرة حيث يُعرض تمثال "ديفيد"، يقدّم 18 لوحة تجريدية ضخمة رسمها يانتشنج بين عامي 2018 و2025، ثلاث منها خُصصت خصيصًا لهذه المناسبة.

لا يسعى يانتشنغ إلى تقليد مايكل أنجلو، بل إلى التقاط الجوهر الروحي لأعماله - ذلك الدفق الداخلي من الطاقة الذي يتحوّل على يديه إلى تجريد بصري مستوحى من مفاهيم المطلق واللانهائي.

 

 

 

المعرض، بعنوان "طاقة الضوء اللانهائية"، يفتح أبوابه من 24 يونيو وحتى 21 سبتمبر.

وفي العاصمة روما، يشارك 31 فنانًا صينيًا - ينتمون لأجيال مختلفة ومرتبطون بأكاديمية الفنون الجميلة في شنغهاي - في حوار بصري مع أعمال كبار فناني القرن العشرين الإيطاليين في المعرض الوطني للفن الحديث والمعاصر (GNAM). المعرض، الذي يُقام من 15 يوليو إلى 21 سبتمبر، يجمع بين أعمال فنانين أيقونيين مثل موديلياني، بوتشيوني، دي كيريكو، فونتانا، وكارا، إلى جانب فنانين معاصرين مثل كاتيلان، ستينجل، وبيكروفت، ويُدمجها مع رؤى الفنانين الصينيين، في محاولة لخلق جسور جديدة بين الحضارتين.

ويؤكد جابرييل سيمونجيني، أمين المعرضين، أن هذه المبادرة تُظهر مدى الإعجاب الكبير الذي يكنّه الفنانون الصينيون المعاصرون للفن الإيطالي، ليس فقط لعصر النهضة، بل أيضًا للفن الحديث الذي كثيرًا ما يُغفل تقديره محليًا.

وأضاف: "نُظهر من خلال هذا المشروع أن حتى الفن الإيطالي في القرن العشرين يلقى تقديرًا بالغًا في الصين، وقد أوليناه اهتمامًا خاصًا عبر دراسات معمقة في المؤسسات الأكاديمية الصينية".

وتشير كريستينا مازانتيني، المشرفة على معرض غنام، إلى أن ما يجمع هذه المبادرات هو الاحتفال بالذكرى الـ55 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإيطاليا، حيث يُمثّل الفن وسيلة دبلوماسية راقية تُعزز الحوار والتبادل الثقافي.

إنه ليس مجرد استعراض لأعمال فنية، بل جسرٌ فني وإنساني يُعيد تعريف مفاهيم التواصل الثقافي بين أمتين عريقتين، عبر لغة واحدة لا تحتاج إلى ترجمة: الفن. (أنسامد).

 

ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA