نيويورك-سانا
جددت سورية التأكيد على موقفها الثابت الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه في تقرير مصيره والعودة إلى وطنه، وإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه المحتلة وعاصمتها القدس، معربة في الوقت ذاته عن استيائها الشديد لعجز الأمم المتحدة عن وقف العدوان الإسرائيلي عليه، وذلك جراء الموقف المشين لبعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ في رسالة إلى رئيس لجنة ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف في الأمم المتحدة السفير شيخ نيانغ، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: إن إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام يكتسي أهمية بالغة لكونه يتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي غير المسبوق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مبيناً أن المنظمات الدولية العاملة في القطاع سجلت اتباع جيش الاحتلال سياسة التدمير الممنهج للمستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة والأبنية السكنية ومخيمات اللاجئين والبنى التحتية الأساسية بهدف جعل غزة مكاناً غير قابل للعيش وتهجير الفلسطينيين منه.
وأوضح صباغ أن المستوطنين الإسرائيليين انتشروا على طرق إمداد المساعدات الإنسانية الأممية ومنعوها من الوصول إلى المحتاجين إليها في غزة، وعقدوا مؤتمرات علنية للتخطيط لإقامة المستوطنات والمنشآت السياحية على أنقاض منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، كما وثقت هذه المنظمات استخدام سلطات الاحتلال التجويع كأداة للحرب، وكإحدى جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة، والتي صورها بالفيديو جنود الاحتلال أنفسهم على هواتفهم المحمولة، ورفعوها على منصات التواصل الاجتماعي للتفاخر بقتل الفلسطينيين وتدمير مدنهم.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أنه إزاء هذا المشهد القاتم فإن سورية تعرب عن الاستياء الشديد لعجز الأمم المتحدة بكل أجهزتها عن وقف هذا العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ومحاسبة مرتكبيه، وذلك جراء الموقف المشين لبعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، الداعم للعدوان الإسرائيلي، والذي يوفر الغطاء السياسي له ويكرس سياسة إفلات “إسرائيل” من العقاب على المستوى الدولي، وهو الموقف الذي كان ومازال يشكل السبب الرئيسي لإخفاق الأمم المتحدة على مدى عقود طويلة في إعادة الحقوق إلى أصحابها، وإنجاز الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية إيفاءً بالتعهدات والمبادئ والمقاصد السامية لميثاق الأمم المتحدة.
وبين صباغ أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قصفت المدارس والمستودعات التابعة لوكالة الأونروا في غزة وقتلت عاملين فيها، وترافق ذلك مع تصريحات إسرائيلية معادية للوكالة، وتنادي بتصفية عملها في الأراضي المحتلة، وتوجت هذه السياسة بحظر سلطات الاحتلال في الـ 28 من تشرين الأول الماضي عمل الوكالة في فلسطين بما في ذلك القدس المحتلة، ما يهدد عمليات الإغاثة في غزة التي تشكل الوكالة عمودها الفقري.
ولفت صباغ إلى أنه في إطار السعي إلى توسيع رقعة عدوانه عمد كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف لبنان جواً وبراً وبحراً، ولم يكتف بذلك بل طالت اعتداءاته أيضاً الأراضي السورية وعلى نحو متكرر، مستهدفاً بنى تحتية مدنية وأبنية سكنية في دمشق والمدن السورية الأخرى، ما أسفر عن استشهاد عشرات المدنيين.
وجدد وزير الخارجية والمغتربين إدانة سورية بأشد العبارات العدوان الهمجي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وعلى لبنان الشقيق، واعتداءاتها المتكررة على الأراضي السورية، واستنكارها أي محاولة لتبرير هذا العدوان على أنه “دفاع عن النفس”، واعتبارها اللجوء إلى تفسير ميثاق الأمم المتحدة أمراً مضللاً، ويساوي بين القاتل والضحية.
وشدد صباغ على دعم سورية الثابت للشعب الفلسطيني وحقوقه في تقرير مصيره والعودة إلى وطنه، وإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه المحتلة، وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة، بما فيها الجولان السوري.
ودعا صباغ الدول الأعضاء إلى حشد الجهود وممارسة الضغوط المشتركة لتنفيذ جميع القرارات الأممية ذات الصلة، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرارات 242 و338 و497، وكذلك الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في تموز الماضي، والذي رأت فيه المحكمة عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، وأنه ملزم بإنهائه بأسرع ما يمكن، وكذلك إلزامه بالوقف الفوري لجميع عمليات الاستيطان الجديدة وإجلاء جميع المستوطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة.